Tuesday, December 13, 2011

لماذا أثرت السينما الهندية في وجدان المتفرج المغربي

لماذا أثرت السينما الهندية في وجدان المتفرج المغربي؟

لماذا أثرت السينما الهندية في وجدان المتفرج المغربي؟

ببرمجة فيلم "إسمي خان" في ساحة جامع الفنا بالتزامن مع عرض فيلم "عاشقة الريف" في قصر المؤتمرات، وهو الفيلم الذي أهدرت فيه نرجس النجار طلقتها الرابعة، يكون المهرجان الدولي للفيلم بمراكش قد منح نفسه افتتاحا بجناحين، رسمي وشعبي.

في الجانب الشعبي، انتقل الممثل الهندي شاه روخان إلى ساحة جامع الفنا حيث استقبل استقبالا حارا. وقد أكد ذلك درجة تفاعل الجمهور مع الممثل الهندي. ودعم استمرار دور السينما الهندية في التأثير على وجدان المتفرجين.

الصور تغني عن الخبر.

في حوار له على قناة الجزيرة ذكر الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل أن الزعيم الهندي الماهتما غاندي قال له ذات يوم:

"أمريكا قوية بهوليود ووكالة المخابرات س آي إيه".

يبين هذا التصريح مدى وعي القائد الهندي العظيم بدور صناعة الصورة في النفوذ السياسي للدول. وقد أثمر ذلك الوعي تأسيس بوليود لتزيد من إشعاع الهند عالميا. صحيح أن الموارد مختلفة. لكن الخيال أثمن من الدولار. والدليل أن بوليود قد نافست هوليود طويلا وفي أسواق سينمائية كثيرة. وقد احتل فيلم "إسمي خان" مراتب متقدمة في نسب المشاهدة في دول غربية كثيرة.

في المغرب أيضا تحظى الأفلام الهندية بمتابعة كبيرة، سواء يوم كان عدد التذاكر التي تباع سنويا بقاعات السينما بالمغرب يبلغ 40 مليون تذكرة. أو الآن بفضل \ بسبب القرصنة. وقد ساهم منتدى السينما الهندية في الترحيب بشاه روخان.

وهكذا ساهمت السينما الهندية بشكل قوي في تشكيل وجدان الشباب المغربي لعدة عقود. وقد كانت هناك قاعات متخصصة في عرض الأفلام الهندية والكاراطيه.. لكن الفيلم الهندي هو الذي نجح في طبع وجدان الشباب. لهذا استقبل أميتاب باشان سابقا وشاه روخان بحفاوة في مراكش.

يرجع ذلك إلى الوصفة التي استخدمها الفيلم الهندي، وصفة فيها:

1- قصة مفهومة من تلقاء ذاتها، بلا تعقيدات. قصة شعبية بالكثير من العواطف الجياشة. وهذا نتيجة تراكم تراث سردي شفوي عريق، شكل أصل كليلة ودمنة التي ترجمت من الهندية إلى الفارسية ثم إلى العربية. والفيلم، أي فيلم هو سرد أساسا.

2- قصة فيها غرام وانتقام. غرام في الحقول وليس في السرير. وهذا ملائم للحياء الشعبي.

3- إخراج وظيفي. فالمخرج يهتم بسرد القصة وفهمها أكثر مما يبحث عن اللعب بالكاميرا وابتكار كادرات جديدة. وهو يناوب بين كادرات كبيرة على الوجوه وكادرات عامة تلتقط الطبيعة والخضرة في حقول عباد الشمس.

4- التصوير في فضاءات تسمح للمتفرج بالقيام بالسفر في الهند من خلال أفلامها.

5- وضوح شديد في رسم الشخصيات. الخيّرة والشريرة. يتسم ذلك بالتبسيط أحيانا. لكن المتفرج يعرف من الظالم ومن المظلوم. وهذا يروي تعطش المشاهدين للعدالة.

6- أغاني ورقصات مصممة لتخدم القصة وتبين اتصال البطل بالبطلة.

7- ممثلين ووسيمين يمتعون العين ويتماهى معهم المتفرج بسرعة. في السينما يعتبر "الزيــــــــــن" معيارا أساسيا لوقوف الممثل أمام الكاميرا. وعين الجمهور تحب الزين.

8- نظرة رومانسية للعالم. نظرة واثقة لا تخترقها أي شكوك. فالخير موجود في العالم وبين البشر، يكفي أن نبحث عنه.

9- حلم يتحقق. فالنهايات سعيدة في جلها. وهذا يحقق حلم المتفرج الذي عجز عن تحقيقه في الواقع.

10- فيلم فيه فرجة، بفضل الحركة والأجساد الجميلة التي ترقص.

11- احترام شديد لثقافات الشعوب وعدم صدم الوجدان الجمعي.

بفضل هذه الوصفة، التي وظفتها الأفلام الهندية، أمكنها ان تحقق نجاحا جعل حوالي 50 ألف شخص يحجون لساحة جامع الفنا لتحية شاه روخا