Wednesday, November 16, 2011

الناقد السينمائي والمخرج أناتولي شاخوف في الرباط


أسبوع الأفلام الروسية ينطلق في المغرب بفيلم "الأميرال"ا

يشكل أسبوع الأفلام الروسية في المغرب، الذي انطلقت فعالياته مساء الثلاثاء 15 نونبر الجاري بالرباط، نافذة على الفن السابع الروسي من خلال أفلام بعض أشهر المخرجين الروس الرواد والشباب.

وافتتحت هذه التظاهرة السينمائية، التي تقام بالرباط والدار البيضاء إلى غاية ال` 23 من الشهر الجاري، بفيلم "الأميرال" (2008) للمخرج الروسي أندريه كرافتشوك، ويتناول موضوع الحب الحقيقي للوطن والتضحية في سبيله، من خلال قصة حب الأميرال ألكسندر كولتشاك، أحد أبرز أميرالات الأسطول الحربي الروسي والباحثين في منطقة القطب الشمالي.

ويحكي فيلم "الأميرال" عن كولتشاك، إحدى الشخصيات البارزة المثيرةِ للجدل في فترة بداية القرن العشرين في تاريخ روسيا، وعن تضحيته، وهو في أوج سمعته الحربية لاسيما خلال الحرب العالمية الأولى، بحبه لحسناء ذات الثانية والعشرين عاما من أجل عائلته، ليبقى وفيا ليس لواجبه العائلي فحسب بل ولشرفه العسكري أيضا.

وحول هذه التظاهرة ، قال مدير المركز الروسي للعلوم والثقافة بالرباط نيكولاي سوخوف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إنها تندرج في إطار سلسلة الأسابيع السينمائية الروسية المنظمة بعدد من العواصم العربية والغربية، وتروم التعريف بجديد الصناعة السينمائية الروسية والمجالات التي تهتم بها.

وأضاف أن الأفلام المبرمجة تعكس الحياة في روسيا، مشيرا إلى أن ثلاثة منها تؤرخ لبداية القرن التاسع عشر من خلال فيلم "بوشكين"، ومرحلة الثورة الشيوعية من خلال فيلم "أميرال"، ثم الأيام الأولى للحرب العالمية الثانية في فيلم "قلعة بريست"، فيم يقدم الفيلمين الكوميديين "يولكي-التنوب" وفيكروتاسي" الحياة المعاصرة في روسيا.

وستعرض خلال هذا الأسبوع، المنظم بدعم من وزارتي الثقافة الروسية والمغربية والسفارة الروسية بالمغرب ومركز العلوم والثقافة الروسي، والجامعة الوطنية للأندية السينمائية وفعاليات أخرى، أفلام "بوشكين - المبارزة الأخيرة" (2006) لنتاليا باندار تشوك، و"يولكي - التنوب" (2010) لتيمور بيكمامبيكوف، و"قلعة بريست" (2010) لأليكساندر كوت، و"فيكروتاسي" (2010) ليفان غابريادزي.

يشار إلى أن العروض السينمائية الروسية بالدار البيضاء، في إطار هذا الأسبوع، ستنطلق غدا الأربعاء، وستقدم الأفلام المبرمجة باللغة الروسية مع "سطرجة" باللغة الفرنسية، وذلك بحضور مجموعة من نجوم الفن السابع الروسي من بينهم على الخصوص مخرج فيلم "أميرال" والمستشرق الروسي أناتولي شاخوف

أسبوع الأفلام الروسية ينطلق في المغرب بفيلم "الأميرال"

لناقد السينمائي الروسي "أناتولي شاخوف" لـ "الجمهورية" "السينما الجزائرية مدرسة أحبها وأحترمها" * زكية كبير

أثناء مشاهدتي لفيلم »الأجنحة المنكسرة« كانت الدموع في صدري *
*من المستحيل نسيان دروس التاريخ
*السينما الجزائرية تشبه السينما الأمريكية
*أهم حكم على الفيلم هو الزمن
*السينما السوفياتية كانت أقوى من السينما الروسية الحديثة
*إذا أردت أن تصبح عالميا لا بد أن تكون قوميا
*المكان الذي ترى فيه »ماك دونالدز« هناك تنتهي الثقافة !


يعتبر الناقد السينمائي الروسي »أناتولي شاخوف« أحد الملمين بالمشهد السينمائي العربي وحتى الإفريقي على حد سواء منذ الإرهاصات الأولى، إلى أحدث صورة عرضت على الشاشة الفضية، حيث ساير تطوراتها وأحداثها وواقعها على إمتداد عقود من الزمن، لاسيما السينما الجزائرية التي يتابعها بإهتمام كبير ويحرص كل الحرص على مشاهدة أفلامها القديمة والحديثة، فهو على دراسة تامة بمالها وما عليها، ويعرف نقاط ضعفها وقوتها، ومدى تأثيرها على أي مشاهدة وتواق للفن السابع، حيثما كان ووجد على وجه الأرض، كان هذا سببا كافيا لإجراء هذا الحوار مغ الناقد »أناتولي شاخوف« خلال زيارته للجزائر لغرض اشرافه على إفتتاح أسبوع الأفلام الروسية، الذي احتضنته العاصمة، وكذا عاصمة الزيانيين، في اطار الأسبوع الثقافي الروسي المنظم ضمن فعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، خاصة وأنه يتقن حق الإتقان اللغة العربية الفصحى، وربما أيضا لمعرفة كيف ينظر الآخر لسينمانا؟ وأي فكرة يحملها عن أفلامنا؟


الجمهورية : ماهي قراءتك للمشهد السينمائي بشكل عام ؟

- أ. شاخوف: السينما هي أكثر الفنون إرتباطا بالمستوي العلمي والتقني، كما أن تطورهما يؤدي حتما إلى تطورها وبالتالي فإن السينما تشهد تقدما مذهلا فاق كل التوقعات لا سيما من الناحية التقنية إلا أنني أرى بأنها غير شريفة طالما أنها تعتمد على أحدث الوسائل التكنولوجية على غرار الكومبيوتر...، لكن أهم شيء بالنسبة لي في أي عمل سينمائي هو من يقف وراء انجاز هذا وذاك الفيلم وأقصد هنا بطبيعة الحال المخرج المسؤول الأول والمشرف العام على الفيلم، وعليه فإن السؤال الذي لا بد أن يطرح بإلحاح عندما نتحدث عن الفن السابع، هو من يخرج الأفلام؟ وكيف ؟ وماذا يريد أن يقول هذا وذاك المخرج من خلال أي عمل سينمائي يقدمه، ومن يمثل هذه الأدوات السينمائية؟ وهل يتحكم في تقنياتها؟ بطريقة تضمن له تقديم عمل راق ينال إعجاب الجمهور والتقاد على حد سواء، ويحقق نجاحا كبيرا ويستمر طويلا أو بالأحرى يعمر طويلا، أعتقد أنها مقاييس النجاح والعمل الجاد والجيد الذي يعطي صورة واضحة عن الواقع، بسلبياتها وإيجابياتها وتناقضاتها ومميزاتها.

الجمهورية: أي فكرة تحملها عن السينما الجزائرية ؟

أ. شاخوف: شاهدت العديد من الأفلام الجزائرية، التي قدمها الرعيل الأول من المخرجين حول حرب التحرير الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي، كما شاهدت أيضا ما يقدمه الجيل الحالي من المخرجين الشباب، من أعمال متميزة وجديرة بالمتابعة، وفضلا عن هذا فأسبوع السينما الجزائرية، الذي نظم السنة الماضية بموسكو أشرفت شخصيا على إفتتاحه كان متنوعا وثريا، وقد تميز بعرض الأفلام التي تناولت ثورة التحرير، لاسيما تلك التي شهدت توزيعا واسعا في روسيا، على غرار فيلم »ريح الأوراس« و»وقائع سنين الجمر« للمخرج الكبير محمد لخضر حمينا ، الحائز على »السعفة الذهبية« بمهرجان »كان« السينمائي الدولي وفيلم » ديسمبر« و»الأفيون والعصا« لأحمد راشدي، فنحن نعرف تمام المعرفة هذه الأفلام الجميلة التي أرخت للثورة الجزائرية ورصدت معاناة شعب كابد ويلات الإستعمار وبالإضافة إلى هذا شاهدت بعض الأفلام الجزائرية الحديثة، وأعجبت كثيرا بفيلم »الأجنحة المنكسرة« وفيلم » رحلة إلى الجزائر« و»الدائرة الصفراء« فأهمية هذه الأفلام في رأيي تكمن في أنها تتحدث عن الشعب العادي وليس قيم المجتمع، وهو ما يجعلها صالحة للمستقبل، كما أنها مليئة ومفعمة بالأحاسيس ، وأشير هنا أنني أثناء مشاهدتي لفيلم »الأجنحة المنكسرة« كانت الدموع في صدري كوني تأثرت بمشاهد الفيلم، لأنها كانت مستوحاة من الواقع المعاش وتلامس الحقيقة في الصميم.

الجمهورية: ما رأيك في الأفلام الجزائرية التي تناولت حرب التحرير الوطنية ؟

-أ. شاخوف: الأفلام الجزائرية، التي تناولت حرب التحرير الوطنية أعطت صورة مشرفة ومشرفة وجميلة عن نضالات وبطولات الشعب الجزائري، إبان ثورة التحرير ضد الإستعمار الفرنسي، كما رصدت بأمانة كفاحه بكل صراحة ودون أدنى تشويش وهي أفلام تلامس الواقع، وتكشف الحقيقة، في رأيي أهم حكم على أي فيلم هو الزمن، فالعمل السينمائي الذي يعيش ويعمر طويلا هو فيلم ناجح وجيد وجميل جدا

الجمهورية: ماذا عن الأعمال السينمائية المنجزة من قبل المخرجين الشباب؟

ـ أ.شاخوف: أهم شيء يمكن أن نستنتجه خلال مشاهدتنا للأفلام التي يقدمها الجيل الجديد من المخرجين هو أنها تتسم في مجملها بوضوح الفكرة، كما هو الحال عليه في فيلم »الأجنحة المنكسرة« الذي يعالج قضية إنسانية بحتة تتعلق أساسا بالطفولة والمسنين، وأدى فيه دور البطولة ببراعة الفنان القدير سيد علي كويرات وزوجته، بطريقة جعلت الصورة معبرة للغاية وأكثر شدة وقوة وتأثيرا وهو أهم عنصر في الحبكة السينمائية مؤشر للفيلم الجيد، الذي يبقى في نهاية المطاف عملا متكاملا وجامعا للعديد من الأطراف المشاركة في إنجازه من المخرج الى كاتب السيناريو، والمثل والمصور والتقني ومهندس الصوت، وبالتالي فهو يضم العديد من المتخصصين في مجاله، في أريي إن السينما الجزائرية تشبه الى حد ما السينما الأمريكية في الكثير من الجوانب حيث نجد نفس المضامين ونفس الأفكار ونفس الممثلين، وبالتالي فإن الأفلام الجزائرية هي مدرسة سينمائية قائمة بذاتها، أحبها وأحترمها جدا وأحرص كل الحرص على مشاهدتها ومتابعتها.

الجمهورية: برأيك أين تكمن خصوصيتها؟

ـ أ.شاخوف: في الحقيقة الأفلام الجزائرية عبّرت بكل صدق عن الروح القومية، وهو ما جعلها تكون لسان حال الشعب الجزائري، وتعبر عن آلامه وآماله وسلبياته وإيجابياته وآفاقه وطموحاته، وبالتالي فهي أفلام قومية بامتياز وليست »كوسموبوليتيكية« تعنى بتسليط الضوء على كل ما يحمله الواقع من تناقضات وتحولات، في الواقع إن أردت أن تصبح عالميا، لا بد أن تكون قوميا بالدرجة الأولى وقبل كل شيء، وهو المبدأ الذي إختاره المخرجون الجزائريون وعملوا به، نحن نتعرف على العالم بفضل العلم وعن طريق الفن وهذا يتطلب طبعا التعاون بينهما وهو أمر مهم، فبالفن يمكن للشعوب والأمم أن تتقارب وتتعارف بشكل أعمق وأسرع.

الجمهورية: إحتضنت الجزائر العاصمة وكذا تلمسان خلال الآونة الأخيرة أسبوع الفيلم الروسي، هلا حدثنا عن الأعمال السينمائية، التي عرضت في إطار هذه التظاهرة؟

ـ أ.شاخوف: خلال عملية إختيار الأفلام التي عرضت في إطار أسبوع الأفلام الروسية بالجزائر، هذا البلد الجميل، الذي سعدت كثيرا بزيارته وأحببت شعبه الكريم والمضياف، آثرنا وحرصنا كل الحرص على إحضار الأفلام القريبة من روح الشعب الجزائري كونه يتميز بروح الجماعة وليس الفرد، كما هو الحال عليه في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية، فمن بين الأفلام التي حرصنا على إحضارها حتى تعرض أمام الجمهور الجزائري نجد فيلم »بوشكين ـ المبارزة الأخيرة« للمخرجة ناتاليا باندارتشوك وفيلم »الأميرال « من إخراج أندريه كرا فتشوك، الذي يروي قصة حب جمعت بين أميرال بارز في الأسطول الحربي الروسي، المستكشف القطبي والحاكم الأعلى لروسيا بإمرأة كانت زوجة لزميل له في الجيش خلال الفترة الممتدة ما بين 1916 و 1920 التي شهدت إنهيار الإمبراطورية الروسية وعرفت أيضا نشوب حرب أهلية، كما تضمن البرنامج أيضا عرض فيلم »يولكي ـ التنوب« أو »كينو ألمناخ« من إخراج »تيمور بيكما مبيتوف« وفيلم »فيكرو تاسي ـ المتغلبون على المشاكل « للمخرج »ليفان غابر يادزي« وكذا فيلم »قلعة بريست« من إخراج »أليكساندر كوت« الذي يتحدث عن الحرب الوطنية العظمى في روسيا ضد الهيتليرية، التي استشهد فيها أكثر من عشر سكان الإتحاد السوفياتي، ونفس الشيء في الحرب ضد الإستعمار الفرنسي، كما استشهد خيرة أبناء الجزائر في روسيا ولذلك من المستحيلا نسيان دروس التاريخ لا سيما بالنسبة للشعوب التي إكتوت بنار الحرب وكابدت ويلات الإستعمار.

الجمهورية: ما موقع الأفلام الروسية في خارطة السينما العالمية؟

ـ أ.شاخوف: الأفلام الروسية تشبه الى حد كبير الأفلان الأمريكية، وعليه لا أحب مشاهدة الأفلام التي يبثها التلفزيون الروسي الآن، ويمكن أن نطلق عليها أفلام »ماك دونالدز« بمعنى »أكلت ونسيت الأكل« من غير الممكن أو من المستحيل أن تجلس مدة طويلة لمتابعتها، أنا أوافق الرأي القائل »المكان الذي ترى فيه ماك دونالدز«، هناك تنتهي الثقافة، للأسف فهذا المرض تعاني منه السينما الروسية القديمة، في رأيي السينما السوفياتية كانت أقوى من السينما الروسية الحديثة بشكل عام.