Tuesday, July 24, 2007

Rzima Abdelhak, an artist of cinematic imagery


Abdelahak Rzima and Allal El Alaoui

Abdelahak Rzima is a Moroccan artist known of his realistic paintings of his Moroccan society.Al Quds Al Arabi has targeted this artist through an amazing article written by Faisal Al Houssain .




الفنان عبد الحق أرزيمة أعاد في لوحاته ما رسمه فنانو مدرسة تطوان
فنانو التجريد المغاربة اعتبروا اعماله نتيجة لتأثر اوروبي:
فيصل عبد الحسن
24/07/2007
يعتبر فنانو التجريد المغربي أن الرسم الذي أتت به مدرسة تطوان الفنية جاء نتيجة لأبوة أوروبية فرضت آراءها في الواقعية التمثيلية التي ليست من صميم العقلية التشكيلية المغربية، معتبرين أن أصل التشكيل المغربي يرجع إلي عمل تلك السيدة المغربية التي تعيش علي سفوح جبال أطلس وتحيك سجادها خالقة رسومها بنفسها، واضعة الرموز والتشكيلات الهندسية التجريدية، التي لا توحي بأي قصة مباشرة، وبالتالي فان تحليلنا للوحات الفنان عبد الحق أرزيمة التي توحي بقصص كثيرة وتحيلنا إلي فهم أوروبي للوحة التشكيلية ووظيفتها التشكيلية جماليا ومضمونيا، ومحاولة الفنان ربطها قسرا بالواقع المغربي، ولا ينكر أن الفنان استطاع في معظم لوحاته تمثيل وعكس المشاعر والمشاكل التي يعانيها ابن الشعب المغربي في كفاحه اليومي، وكل لوحة جاءت معبرة عن الناس وليفهمها الناس أيضا من دون تلاعب بالألوان والأشكال، واضعا خلف ظهره كل ما له علاقة بالفن الفطري الذي جاء بيد أقدم فنان مغربي حديث معروف في هذا المجال، هو ابن علي الرباطي الذي عاش في مدينة طنجة 1870 ـ 1920 والذي كان يعمل طباخا عند عائلة إنكليزية في مدينة طنجة حيث كانت لوحاته مرغوبة جدا عند الوافدين إلي المدينة من الأجانب وقد جاءت أعمال هذا الفنان الفطري برعاية من العائلة الانكليزية وتشجيعها له، وقد بدت لوحاته للكثير من النقاد رمزية وقد بدت للرائي وكأنها امتداد للوحات التي كانت تصاحب أغلفة الكتب والمخطوطات القديمة عند الوراقين بأشكالها المذهبة الجميلة، وأغلبها قريبة من التصوير الفارسي الذي نشاهده في الكثير من المخطوطات العربية، القديمة في مكتبات بغداد التراثية. وبالرغم من أن مدرسة تطوان الفنية قد تأثرت تماما بآراء أوروبية في الفن، وأخذت تمثل تيارا فنيا مهما في المغرب يسمي فن الشمال المغربي، لتفريقه عن فن الجنوب المغربي، فقد أسس مدرسة تطـوان الفنية الرسام الاسباني (بير طوش) الذي كلفته قوات الاحتلال الاسباني في بداية القرن الماضي بتشجيع الفنون الجميلة في القسم الذي كانت تحتله من بلاد المغرب، وكانت أهم أعمال هذا الفنان الاسباني أنه انشأ مدرسة الفنون الجميلة بتطوان، التي تحولت إلي أكاديمية تطوان فيما بعد وأسس مدرسة أخري هي مدرسة الفنون الإسلامية، وكان لمدرسة تطوان دور هام في إعداد رسامين ونحاتين واصلوا دراساتهم العليا في الخارج، وقد ساهمت مدرسة الفنون الإسلامية في إحياء فنون الحفر علي الخشب والمعدن والجبس والخزف والفسيفساء وبذلك فقد تعرف طلاب تطوان، الذين صاروا أساتذة علموا جيل أرزيمة المفهوم التمثيلي في الرسم التقليدي أو ما يسمي بالواقعية في الرسم.
يتناول الفنان عبد الحق أرزيمة في لوحاته في جميع معارضه الجماعية مع فنانين آخرين أو تلك الفردية الكثير مما يتناوله فنانو مدرسة تطوان الفنية من مفاهيم ومبادئ تشكيلية وليس غريبا علي أرزيمة الذي تعرفنا عليه في معارض سابقة بالدار البيضاء وعرفنا منه أنه خريج أكاديمية الفنون الجميلة في تطوان وقد كان طالبا متفوقا ونال شهادته من هذه الأكاديمية بدرجة امتياز.
لقد جاءت لوحات الفنان معبرة بصدق وعمق عن مفاهيم مدرسة تطوان الفنية في تشكيل وموضوع اللوحة، وكل لوحة كانت تحكي حكاية أو تصور حدثا ما، كما لو كانت لقطة من فيلم سينمائي أو ريبورتاج صحافي استخدم فيه الفنان الفرشاة بدل استخدام القلم، وقد وصف بالألوان بدل الكلمات، وحتي نكون منصفين لهذه المدرسة وللفنان عبد الحق أرزيمة نقول أن لوحاته جاءت مختلفة كثيرا عن أبرز ممثلي مدرسة تطوان، الفنان المغربي المعروف (الصور دو) فقد وضع فناننا في كل لوحة من لوحات معرضه بصمته الخاصة، فنري لوحته التي صور فيها فتاتين من فتيات أملشيل (ومن المعروف بالمغرب أن منطقة أملشيل الواقعة علي سفوح جبال الأطلس الشرقي مشهورة بموسم الخطوبة، الذي عادة يقام في بداية شهر أيلول/سبتمبر من كل سنة بإقليم الرشيدية حيث تخطب الفتيات الرجال اثناء رقص احتفالي كبير ويتم عقد الزيجات في حفل مهيب في اليوم نفسه). وقد بدت فتاتا اللوحة في لحظة تحديق عميقة وهما في أتم زينة بانتظار اتخاذ القرار باختيار زوجي المستقبل من بين حضور رجالي لا يراه الرائي، والملابس التي رسمها الفنان هي ملابس مغربية بألوانها كما تبدو ولكنها في ذات الوقت تبدو وكأنها ملابس أوروبية تم توليفها لتتطابق مع أعراس املشيل، وكأنما يري الرائي فتاتين أوروبيتين تمثلان دوري فتاتين مغربيتين من فتيات املشيل، وكذلك ما نراه في الكثير من لوحات هذا الفنان، فهو بالرغم من محاولاته الجادة لإلغاء التأثيرات الأوروبية في لوحاته إلا أن تلك التأثيرات تظهر واضحة من خلال اختياره لصاحبات البورتريهات اللواتي يختارهن لرسمهن فالخادمة، التي تبدو في إحدي لوحاته والتي تضع علي رأسها العصابة الزرقاء لا تبدو مغربية بما فيه الكفاية لإقناعنا بل هي تبدو كموديل من أوروبا ارتدت زي الخادمات المغربيات وفي أحسن الأحوال هي مغربية متفرنسة ولدت في أوروبا وعاشت هناك وجاءت بعد ذلك لتقف بين يدي الرسام ليرسمها، وأغلب موديلاته أوروبيات بملابس مغربية، وربما اللوحة الوحيدة التي استطاع فيها أن يوحد بين الألوان والطبيعة المغربية والناس في منطقة جبال الأطلس حيث تنتشر الهضاب الصخرية والمعيشة البدائية الصعبة، جاءت واضحة في صورة الأقرع الذي يأكل لب قطعة الرقي حيث يحلق الرائي مع نظراته المخدرة.
لقد اتسمت لوحات أرزيمة بالعمق وفي النظر إلي المجتمع المغربي من زوايا رؤيا عديدة ولكن من دون أن يتخلص من تأثيرات تكوينه الأولي في أكاديمية تطوان للفنون الجميلة إلا أن فرشاته صارت أكثر دقة في تحديد مساراتها علي القماش معبرة عن الوضع النفسي للفنان في كل لوحة من لوحات معرضه.
- ولد الفنان عبد الحق أرزيمة بمدينة مكناس عام 1965 وحصل علي شهادة أكاديمية الفنون الجميلة بتطوان عام 1985
- أقام معرضه الأول في تطوان عام 1985
- معرض في قصبة الوداية بالرباط عام 2006
-معارض جماعية وفردية عديدة حملت تجديدا دائما في رؤاه التشكيلية ولكنه بقي في صميم لوحاته أمينا لمبادئ مدرسة تطوان الفنية .
كاتب من المغرب
QT