Tuesday, March 20, 2012

فيلم الوصية للمخرج التلفزيوني المغربي علال العلاوي عمل سينمائي يستحق المشاهدة




المسائية العربية » الأخبار » المنوعة


فيلم الوصية للمخرج التلفزيوني المغربي علال العلاوي عمل سينمائي يستحق المشاهدة

بواسطة: المسائية العربية
بتاريخ : الثلاثاء 20-03-2012 05:13 صباحا




المسائية العربية
﴿
يعتبر ملصق الوصية من بين الملصقات المغربية الاحترافية الكبيرة التي صممت باثقان وأنجزت بفنية بالغة وبليغة بحيث رعيت فيها الدقة في التصميم والروعة في التعبير إلى درجة يمكن للمتأمل فيه أن يبني كثيرا من الاحاءات من خلال الممثلين محمد بن إبراهيم والمبدعة الممثلة فاطمة بصور ذلك أنهما استطاعا بتعبيرات وجههما أن يعطيا انطباعا للمشاهد بأن هذا الفلم مأساوي التيمة .

بكل عزيمة وإصرار، ومهنية وتجربة كبيرتين، تجلت في الاختيار الدقيق للشخصيات وفي تناغم الزمان بالمكان، و إبراز تقنيات و مهارات التصوير والإبداع الفني، يعود المخرج التلفزيوني علال علاوي ابن مدينة سلا لمعانقة جمهوره وعشاق الفيلم القصير بعمل فني اختار له عنوان "الوصية"،

وبالمناسبة أجرت جريدة المسائية العربية حوارا شيقا مع المخرج علال العلاوي الذي تحدث بكل تلقائية عن فيلمه الوصية وعن التقنيات التي اعتمدها والصعوبات التي تواجه الفنان سواء المادية منها أو المعنوية، وهي تلك التي وصفها بالحرب الباردة التي يشنها البعض على البعض الآخر لاعتبارات ذاتية وأحيانا حسابات ضيقة.

جرت العادة ان نلتمس من ضيوفنا تقديم أنفسهم للقراء قبل الحديث في المنتوج الفني وفي التقنيات المستعملة وغيرها من النقط الرئيسية المرتبطة بالإضاءة و التصوير و المونتاج إلى جانب إدارة الممثلين.


علال العلاوي مزداد بمدينة سلا سنة 1963 ، اهتم بالأدب بصفة عامة والسينما والصورة بصفة خاصة، التحقت بمؤسسة دون كاستر للدراسات الدرامية والمسرحية بانجلترا، وبعدها توجهت إلى الديار الايطالية من اجل دراسة إدارة التصوير وتاريخ السينما العالمية بروما.

انبهرت بالفيلم الروائي الطويل – متر وبوليس لمخرجه فريتس لانك, فقمت بإخراج فيلم وثائقي يحمل عنوان – مدينتي – أمي – وهو يتطرق إلي التغيير الراديكالي والبنيوي لمدينة الرباط - سلا حيث طرحت كذلك مشكل التوحيد بين العد وتين في أفق 2020 الذي أعتقد أنه أصبحت تظهر ملامحه خاصة تمت ولادة مشروع الضخم لبناية ضفة أبي رقراق . ونظرا لصعوبات المالية على مستوى إنتاج الأفلام على الطريقة العصامية لم استطع مقاومة الوضع, فانتهى بي المطاف بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة كموضب ثم مساعد مخرج، ثم مخرج تلفزيوني.


هل يعتبر فيلم " الوصية أول تجربة لك في الميدان السينمائي؟
الوصية ليس الفيلم الأول لي، فقد سبق لي وأن كتبت فيلما وثائقيا حول توحيد العدوتين في أفق 2020 سميت الشريط الوثائقي باسم " مدينتي – أمي " . وهو فيلم يتطرق موضوعه إلى التغيير الجدري والهيكلي الذي ستعرفه مدينة الرباط وسلا ، ثم بالطبع إمكانية توحيدهما كباقي المدن العالمية.لكن كانت التجربة السينمائية للفيلم القصير "أولاد الشمس " وهي تجربة جد مهمة في مسيرتي الفنية خاصة واني قمت بكتابة السيناريو والإخراج ، وأيضا تتجلى أهميتها بالمقارنة مع الكتابة للفيلم الوثائقي، حيث الكتابة الدرامية تختلف كثيرا عن الكتابة الوثائقية على مستوى الشكل- المضمون والمستوى البنيوي وتطور الشخصيات ناهيك على دراية جيدة في أدوات التقنية من إضاءة ,تصوير ,مونتاج وإدارة الممثلين.

ـ الأستاذ علال بعد هذه الاطلالة على بعض التقنيات التي اعتمدتها في إنتاج " الوصية" هل يمكن تقريب القارئ من مضمون الشريط الجديد " الوصية"

ـ هذا الشريط القصير يحكي قصة احتضار شيخ أمام عائلته وهو قائد لقافلة منذ سنوات حيث يوصي أبناءه الثلاثة بأن شروط قيادة القافلة في الصحراء هي التحلي بالصبر والحكمة بالإضافة الى وجود قلب مسالم وتائب. ويواصل الشيخ حكي تجربته الماضية في الحياة حيث يواجه صعوبات كبيرة تتمثل بخيانة زوجته ومحاولة قتله من طرف "عيسى " الذى يطمح للوصول الى قيادة القافلة بكل الطرق والسبل معتمدا في ذلك على مكر وعقلية المؤامرة "يطو " وهي زوجة هذا الأخير ذات سلوك شيطاني خبيث

كيف جاءتك فكرة الوصية؟ وإلى ماذا يرمي هذا الفيلم؟
بطريقة غير مباشرة ,جاءت فكرة كتابة السيناريو - الوصية- من النصائح القيمة التي قدمها المخرج الياباني الكبير أكيرا كورا زوا للمخرجين الشباب عندما خاطبهم لبدل المجهود الكافي لقراءة الروايات العالمية والكتب بالإضافة إلى القراءة الجيدة للأفلام وهنا لا اعني فقط مشاهدة أفلام المؤلفين بقدر ما أعني مشاهدة كل أنواع الأفلام السينمائية بعين ناقذة.

أما بطريقة مباشرة, فان الوصية وهي بالمناسبة شريط قصير جاءت فكرته من خلال حبي الشغوف للصحراء وسكونها الخالد وأعتقد أن الدين يستمعون بحلاوتها هم الرحل أنفسهم ،
وفي هدا الإطار قمت بزيارة تفقدية لنواحي مدينة زاكورة وبالضبط منطقة تينفو وعرق ليهودي الممتدة نسبيا على وادي درعة . و هناك شدتني المناظر الخلابة التي تنفتح لها الروح ويهيج لها القلب وبالخصوص عاينت طريقة عيش هؤلاء الرحل وارتباطهم بالكثبان الرملية الرائعة سواء كانت متحركة أو جامدة بحيث أستطيع أن أقول أن نمط عيش هؤلاء الرحل أفضل وأحسن بكثير من حياة سكان المدن.

بالمناسبة أود التذكير أن هناك مجموعة كبيرة من الكتاب العالميين انبهروا بهدا النمط من العيش واذا ما صادفت كتابا مثل - القلعة- لأنطوان سانت اكسيبري ستجد إشارات قوية لسكان الصحراء، حيث أكنّ لهم حبا وإعجابا كبيرين، ناهيك عن رواية الجميلة باولو كويلوا- الكيميائي - الذي ابدي نفس ألإعجاب والتقدير لسكان الصحراء ,
كما لا يفوتني الإشارة إلى أن مجموعة كبيرة من الممثلين مثل محمد بن إبراهيم ,فاطمة بصور وصلاح بن صلاح قد أعجبوا بشاعرية السيناريو خاصة من ناحيته الجمالية وبعده الأنتروبولوجي .

يفتقد العالم الآن إلى التسامح والسلم وفكرة هدا الشريط – الوصية - ترمي إلى تحقيق هذا النوع من الأفكار التي لا تبدو مستحيلة لكن ممكنة.. وفكرة هدا الشريط تتلخص في عذاب قلب شيخ طاعن في السن – محمد بن إبراهيم - تعرض لمؤامرة خبيثة قادتها زوجة عيسى – هند ضافر - مع زوجها – صلاح بن صلاح - لقتل الشيخ وأخذ مكانته ثم تعرض هذا ألأخير لخيانة أقرب أقرباء إليه وهي زوجته - فاطمة بصور- ورغم غضب الشيخ الكبير, سامح زوجته ونفى ابن عمه في الصحراء .


هل يمكن ان تحدثنا عن الصعوبات التي واجهتكم خلال إعدادكم للفيلم؟
من ضمن اللجنة التي رشحت أولاد الشمس للمشاركة في مهرجان الدولي المتوسطي بطنجة كان هناك محمد الخيتر وهو بالمناسبة صحفي وناقد سينمائي . أعجبه موضوع الفيلم خاصة أن أولاد الشمس يتطرق إلى ثلاثة مواضيع مثلا إشكالية السينما في المغرب أيام سنوات الرصاص ووضعية السياسة المغربية أنداك وفي الأخير موضوع الحب الذي جمع بين علي وحورية .ٌ نصحني محمد الخيتر بالتفكير جيدا في الحوار الفيلمي لان يؤثر سلبا على المتلقي وأضاف محمد انه في التجربة الموالية لا بأس أن أتفادى مشكل الإطناب في الحوار لأننا نحن بالفعل شعب يحب التواصل بالشفاهي أكثر من اللازم

إذ يكثر فينا اللغط و الحشو في الكلام في حين صياغة الحوار تستلزم الدقة واللامجانية وبالتالي لابد أن يخضع الحوار لمعايير سينمائية مدققة. ومن هدا المنطلق كتبت الوصية,الشريط القصير الثاني الذي تشرفت بالاشتغال مع طاقم تقني كفؤ ثم ممثلين ممتازين مثل بن إبراهيم ,صلاح بن صلاح ,كنزة افريدو ومحمد باسو


ما تعنيه لذيك الوصية؟
الوصية كلمة سرية بذاتها قد ترمز لسر أب لأبنه، أو سر حب امرأة كبير لرجل أو العكس، بالإضافة إلى الوصية الخاصة بحب الوطن التي تلقن من جيل لآخر، أما الفيلم هو ببساطة عبارة عن وصية شيخ طاعن في السن يحث أبناءه الثلاثة على الاعتناء بأمهم لأنها سر وجودهم في الحياة .

ولن أخفيكم سرا إذا كشفت عن إعجابي الشديد بملصق الشريط ، خاصة بعد التعليق الممتاز لأستاذ المسرح الكبير السيد عبد اللطيف ندير الذي فكك باحترافية رموز الملصق، ونجح في سبر أغواره، والتحدث عن الفيلم و كأنه رآه بكامله، وبالمناسبة ثم انجاز الملصق بتنسيق بيني وبين كرافيست عزيز غيلان

يقول عبد اللطيف في شأن الملصق: "
يعتبر ملصق الوصية من بين الملصقات المغربية الاحترافية الكبيرة التي صممت باثقان وأنجزت بفنية بالغة وبليغة بحيث رعيت فيها الدقة في التصميم والروعة في التعبير إلى درجة يمكن للمتأمل فيه أن يبني كثيرا من الاحاءات من خلال الممثلين محمد بن إبراهيم والمبدعة الممثلة فاطمة بصور ذلك أنهما استطاعا بتعبيرات وجههما أن يعطيا انطباعا للمشاهد بأن هذا الفلم مأساوي التيمة .

وبما أن الفنانة بصور وضعت منغمسة مع تربة الأرض فأنها هي الأرض والوطن والكيان والوجود وقد أعطى النخيل بعدا جغرافياوزكى هذا الرأي لباسهما المصمم بإحكام , وده فاطمة بصور في الملصق متوهج ويحمل في طياته عذابات الزمن الموحش الرافض والمتمرد والعنيد يقابله وجه بن إبراهيم المتطلع إلى الامتلاك والطموح والقوة والعصيان. من هنا سيطمح هذا الفيلم إلى الارتقاء إلى أعلى مدرج التألق وهذا ليس بغريب مادام الفنانان يحملان من الاحترافية والموهبة ما يؤهلانهما لأن يجعلا من هذا العمل أعمالا فنية كبيرة مع مخرجين مغاربة آخرين ,,,هنيئا لابن إبراهيم وهنيئا لفاطمة بصور على هذا المنتوج الفني الكبير"

سؤال أخير: تتبعت شخصيا فيلم " أولاد الشمس" الذي شاركتم به في إطار المهرجان السينمائي لطنجة، هل يمكنكم الإفصاح عن الأمر الذي أقلقكم ودفعكم للاحتجاج على اللجنة المنظمة؟

في الحقيقة استغربت حين تمت برمجة فيلمي في منتصف الليل، أي 12 ليلا، الشيء الذي حرم الجمهور الكبير من مشاهدة الفيلم، وقد عاينتم بأنفسكم كم كان عدد الحضور في ذلك الوقت المتأخر من الليل، وتأسفت لأن تبريرات اللجنة المنظمة لم تكن مقنعة، حيث برمجت أفلام عدة افلام لمخرج واحد في وقت الدروة وتم تغييب أفلام أخرى بدعوى أن المخرجين الأجانب هم ضيوف ومن كرم الضيافة أن تعطاهم الأسبقية، أو بمبرر أن لهم التزامات وارتباطات لذا على اللجنة مراعاة ذلك، وأخشى أن تكون الغايات أكبر من ذلك، وأعني الحرب الباردة التي تشن من طرف المركز السينمائي المغربي على الشركة الوطنية للإداعة والتلفزة، انطباع تولد لدي حين تلقى فيلم الصباحي نفس المصير.

وعلى كل، اتمنى أن تكون استنتاجاتي غير صحيحة وأن تعطى الفرصة للأفلام المغربية لتنافس باقي الأفلام الدولية دون تدخل من أية جهة، ولذي اليقين أن المستوى اليوم جيد ويستحق التشجيع.

حاوره : محمد السعيد مازغ


فيلم الوصية للمخرج التلفزيوني المغربي علال العلاوي عمل سينمائي يستحق المشاهدة