Thursday, March 01, 2012

الدراما الأمازيغية من خلال فاطمة بوشان وفاطمة بوبكدي



أصبحت الدراما الأمازيغية تشق طريقها بثبات خاصة بتألق فاطمة بوبكدي وفاطمة بوشان وفي هدا الإطار نقلت المدونة السينما والأفلام الحوار الجاد والمسؤول الذي دار بين الممثلة عائشة بولحوجات للمنعطف الأمازيغي .



حوار: محمد بلوش
ي واحدة من الممثلات الامازيغيات اللواتي ظهرن بشكل مبكر في أعمال درامية، ولعل المتتبعين لأفلام الفيديو الامازيغية منذ بداياتها أوائل تسعينيات القرن العشرين، ربما سيستنجون صحة هذا الكلام، اذ ظهرت عائشة بولحوجات بدور لابأس به في الفيلم الامازيغي الثالث على مستوى الفيلموغرافيا الإجمالية، ونعني به فيلم " تمارة ن تودرت "..
صريحة بشكل طفولي واضح، وتخفي قلبا عطوفا سرعان ما ينبض في حالات غضب فجائية، وهذه خصائص ربما أجازف بالقول، وليستسمح لي المخرجون الذين تعاملت معهم فنيا، لم يتم بعد منحها الدور القادر على استجلائها، بعيدا عن انهاكها، تماما كصديقتها الزاهية الزاهيري، في نفس الادوار تقريبا.
بدون ارتباك أمام الكاميرا، تنجح غالبا في تقمص أدوارها، وتعطي للأفلام التي تظهر فيها نكهة خاصة، سواء على مستوى نبرات الصوت الذي يميزها، ويمنحها قوة وحافزا لأداء ادوار مركبة، وسواء تعلق الأمر بنظراتها النفاذة، التي وسمتها بطابع خاص.





ه
في البداية، نود أن نعرف نوعية وعدد الأفلام التي شاركت فيها؟

اسمح لي أولا أن اشكر " المنعطف الامازيغي" على تخصيصها اهتماما ملحوظا لجل أشكال التعبير الامازيغي، ويشرفني أن تكون " المنعطف" أول جريدة اخصها بحوار فني.
فيما يتعلق بالبدايات، ربما أجزم بأنني من الرعيل الرائد ، المؤسس للدراما الامازيغية، وذلك من خلال مشاركتي المبكرة في هذا الميدان، في فيلم " تمارة ن تودرت" سنة 1994.
بعده، ساهمت في اعمال كثيرة جدا، لايمكنني سردها كلها، مكتفية بتقديم نماذج فقط، وذلك توخيا للاختصار وعدم الاطالة.
فعلى مستوى افلام الفيديو، اذكر افلاما منها: " أركاز ن كراط تمغارين"،"اركان ن دونيت"،" تضكالت"، " أساتور ن زمان"، " لحيلت توف لعار"، وفي مجال الافلام التلفزيونية اذكر: " توف تانيرت"،" صبر ن الدونيت" و" المكروم"، اضافة للفيلم السينمائي " تليلا" للمخرج محمد اوطالب مرنيش..

لو سألتك عن ظروف اشتغال الممثل الامازيغي، انطلاقا من تعدد اعمالك وتعاملك مع منتجين مختلفين؟

انا لن اقول بأنها ظروف جيدة جدا، ولن ادعي انها ظروف سيئة، بل، سأحاول ان اكون موضوعية، واقول بأن الظروف تختلف حسب نوعية المنتجين الذين نتعامل معهم، فهناك منتجين يستغلون الممثل ابشع استغلال، سواء من ناحية غياب الشروط والاجواء السليمة للعمل، او تعلق بالحقوق المادية بالخصوص، وفي المقابل، هنالك منتجين نرتاح كثيرا في الاشتغال معهم، كنوع من عقد الثقة التي اصبحت مع الايام ثابتة، حيث تسود الشفافية والوضوح على مستوى المعاملة، وهذا الامل وحده يجعل من الممثل الامازيغي يصمد ويستمر، على اساس الحلم بتطور نوعي للانتاج الدرامي الامازيغي.
الاشتغال مع المنتج ، تقيده عقود ؟
ليس دائما. فجل الاعمال التي شاركت فيها ، لم تكن قبلها عقود ، بل هذه الوضعية والكيفية من الاشتغال هي التي اعتقد تتسبب في متاعب للممثلين، والدليل هو ان العمل بعقود والتزامات، فيه تأكيد على استهداف الجودة، وتجاوز النظرة الى المنتوج الدرامي كمجرد مسألة " كم" ..

الا توافقينني الرأي أن الدراما الامازيغية " رجالية" اكثر؟

اذا كنت تقصد على مستوى المخرجين والمنتجين فالامر تقريبا صحيح، بل اضيف حتى مستوى الكتابة السيناريستية، فالى حدود الآن، قليلات جدا من ولجن مجال الاخراج، فباستثناء فاطمة بوبكدي و فاطمة بوشان، لا اعتقد ان هناك اسماء اضافية، والامر صحيح على مستوى الانتاج كذلك، وحضور المرأة ككاتبة سيناريو هو حضور محتشم جدا..
لكن، اذا كنت تقصد مضمون تلك الدراما، وهل تحضر فيه قضايا المرأة الامازيغية ام لا؟ فانني اقول بأن حضور تلك القضايا مهم جدا، ويكفي المرأة الامازيغية تشريفا أن يكون اول فيلم امازيغي " تمغارت وورغ" تقديرا شخصيا لها، واجلالا لدورها في بناء اسرة امازيغية متماسكة، رغم التأثيرات التي قد تطرح لها متاعب، خاصة المرأة البدوية، التي تعاني من اكراهات حياة الهجرة والاغتراب التي يعيشها الزوج في الديار الاوروبية ..
هناك قضايا كثيرة ناقشتها الدراما الامازيغية، بشكل نجد فيه ترابطا بين الصورة الاصلية التراثية للمرأة الامازيغية، وبين صورة المرأة المدينية، الحاملة لمفاهيم وقيم حياتية قد تختلف في بعضها عن مفاهيم المرأة في البادية الامازيغية..

هل انت تجدين الافلام الامازيغية في تحسن مستمر؟

اولا اعترف بأن الافلام الامازيغية لقيت تجاهلا كبيرا من قبل الاعلام الوطني، بمختلف اشكاله. فعدى بعض المنابر القليلة، ومجهود بعض الصحفيين القلائل في المحطات الاذاعية، فإن هذه الدراما تعاني الكثير من النظرة الدونية، وهذا إشكال نتمنى ان يتم تداركه، وتمتيع الدراما هاته بحقها في الاعلام، كبقية المنتوج الوطني، بل، اذا كانت القناة الثانية مثلا تعرض بعض الافلام الامازيغية مشكورة، فإن الذي يجب ان يتحقق هو ان تفكر نفس القناة في تمويل انتاج افلام تلفزيونية امازيغية، مادامت شريحة من المشاهدين الامازيغ يتتبعون الانتاج الوطني عبر القناة المذكورة، والافلام التي تعرضها يكون جل المشاهدين قد استهلكوها كفاية،
وكأننا نكرر نفس الانتاج، الامر الذي يجعل الانخراط الفعلي للتلفزيون الوطني في دعم الانتاج الفيلمي الامازيغي يؤجل باستمرار..
ان هنالك محاولات جادة لجعل الدراما الامازيغية في تحسن مستمر، لكن بدون نقد وتقويم لن ندور الا في حلقة مفرغة..

ألا تفكرين ، كما فعلت من قبل الزاهية الزاهيري وصديقتك فاطمةبوشان، في تجربة الكتابة او الاخراج؟

بالنسبة للاخراج لا ، ولكن على مستوى الكتابة، ربما انخرط عما قريب في عمل مشترك مع زوجي، والذي له تجربة سابقة في كتابة السيناريو، واتمنى ان تنجح التجربة ان شاء الله، خاصة على مستوى طبيعة الموضوع والافكار التي سيعالجها..

كلمة ختام

اتمنى ان تتزايد عطاءات الممثل الامازيغي عبر مزيد من الافلام الجديدة، وحبذا لو يتم التفكير في خلق مهرجان وطني للافلام الامازيغية يكون سنويا، وذلك من اجل التعريف اكثر بهذا المنتوج وبصناعه ، وربط الجسور بين اولئك الصناع وبين الجمهور ، فمن العار جدا ان تتناسل المهرجانات في بلدنا، وتحتفي بكل افلام الدنيا، متجاهلة افلاما محلية، ربما حكم عليها بأن تكون غريبة حتى في بيئتها، رغم انها حين تمكنت من المشاركة في مهرجان الاذاعة والتلفزيون في مصر، توجت بجائزة ذهبية..
وحين نقول مهرجانا وطنيا، فنحن نعني المهرجان بشروطه الاحترافية، لا مجرد احتفال عشوائي هنا او هناك…