Tuesday, December 06, 2011

Sail prepares to go away from CCM



هل يترك الصايل سفينة المركب السينمائي؟

محمد بنعزيز
2011-12-05 22:16
تروج في كواليس مهرجان مراكش همهمات عن احتمال ترك السيد نور الدين الصايل للمركز السينمائي المغربي. ويخمن مروجو الخبر إن مصطفى المسناوي سيحل محله.
من هو المسناوي؟
هو كاتب سيتكوم "الزين في الثلاثين" الذي قدمه محمد الخياري في رمضان الماضي. وهو رئيس لجنة تحكيم الدورة الأخيرة لمهرجان السينما في خريبكة.
من هو الصايل؟،
له صورتان.
صورة تولدت خلال الخمسة عشرة عاما الأخيرة من عاملين، الأول هو ترؤسه للقناة الثانية. الثاني هو صعود التيار الإسلامي وسيطرته على الخطاب العام. لقد شكلت الجرائد والمواقع الإلكترونية صورة معينة للصايل. عمله مديرا للتلفزيون غطى على صلته بالسينما.
وصورة أولية للصايل تشكلت بين 1970 و1990.
تشكلت الصورة الجديدة للصايل من خلال ما كتبته الجرائد في العشر سنوات الأخيرة، فالصايل سبب الانحلال الذي تبثه القناة الثانية لأنه كان مديرا لها. وهو سبب قلة الحياء نظرا لمواضيع الأفلام السينمائية التي تمولها لجنة الدعم في المركز السينمائي المغربي... ثم هو رمز الفساد لأنه اكترى مقرا ثانيا للمركز السينمائي في الدار البيضاء ب 3ملاييين سنتيم أقل من أجرة برلماني من 600 برلماني لدينا.
الذين صنعوا هذه الصورة سيخرجون الآن بالسكاكين لتوديع الصايل. ليستقبلوا المدير الجديد للمركز السينمائي بالورد لأن أيامه أقبلت. ولديه ما يعطيه.
نتحدث الآن عن صورة الصايل الحقيقية:
- حصل الصايل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة وعمل أستاذا ثم مفتشا للمادة بالرباط في 1975.
- أسس وترأس الجامعة الوطنية للاندية السينمائية بين 1973 و1983. ومنذ غادرها تعثرت. إنه الفيلسوف والمثقف ومحلل السينما.
- مكنت تلك الحركية المغرب من نخبة تنتج أفلاما وخطابا سينمائيا. لهذا نجد مؤسسات مغربية تنفق 100 مليون يورو لا صوت ولا حس ولا خبر لها. بينما ستة ملايين يورو من صندوق الدعم السينمائي تخلق حركية ثقافية شديدة الحيوية.
- الصايل هو المساهم في تأسيس مهرجان خريبكة للسينما الأفريقية، والذي منح المغرب ذراعا ثقافيا هائلا في عمق القارة.
- آخر مرة استمعت للصايل مطولا كان في مهرجان خريبكة 2010. ألقى محاضرة بين منتصف الليل والثانية صباحا. كان مذهلا، حينها قال محمد الدهان بدهشة "لم أسمع نور الدين يتحدث هكذا منذ 30 سنة". قررت آنذاك أن الصايل هو أندري بازان المغرب. كثيرون من الذين ينتقدون الصايل لم يشاهدوا ربع الأفلام التي شاهدها. لا يستطيعون تناول الميكروفون والحديث عن الأفلام بعمق حتى ربع ساعة. من أنكر لنجربه.
- التقيت أجانب يتحدثون عن الصايل باعتباره أب السينما المغربية. بعضهم يتحدث عنه بإعجاب شديد. المخرجون الأفارقة يبجلونه. يخافون رحيله.
- ينتمي الصايل إلى جيل بنزكري وعبد الله ساعف ومحمد الأشعري، الذين ولدوا بين 1948 و1952. بين النكبة والثورة الناصرية. بلغوا العشرينات مع ثورة ماي 1968. عبروا سنوات الرصاص وكل الحراك الثقافي الذي جرى. أبناء هذا الجيل درسوني في الثانوية، يعشقون السينما والفلسفة. قرؤوا كل الكتب. هذا هو معيار احترام الشخص لديهم. الآن صار من يشرب جعة هو الخلل وليس من لم يقرأ كتابا. أنا لا أدخن ولا أشرب. فهل هذا كافي؟ لا. السؤال ليس هل البيرة حلال. السؤال هنا و هل تملك ثقافة سينمائية وتعرف تصريفها؟ المعيار هو المعرفة والموهبة. بهذا المقال أريد تدقيق معاييري في الحكم على الأشخاص. الثقافة والإنجاز. المعرفة ضرورية. من ليس مثقفا ليس فنانا.
- الصايل الذي قدم برنامج سينما منتصف الليل و"سينما المؤلف" شكل ذوق جيل بكامله. قبل أن تدخل المسلسلات المكسيكية على الخط. حاور الصايل كبار المثقفين المغاربة مثل العروي والخطيبي. وقد عرض البرنامجان أفلاما خالدة شاهدتها في صغري. أفلام أورسن ويليز وتروفو... وقد انعكس ذلك على طريقتي في الكتابة عن الأفلام الآن.
الاعتراف بالجميل لرجل من هذا العيار فضيلة .