Saturday, July 30, 2011

عبد السلام البدوي مخرج في الأمازيغية

Abdessalem El Badaoui

PYGMALION by George Bernard Shaw

PYGMALION by George Bernard Shaw

Didane;Ibrahimi ,Boutazoute and Al Warradi on theatre live this Ramadan

Didane,Ibrahimi,Boutazoute and Al Warradi

Wednesday, July 27, 2011

Ahlam charaf eddine on Youtube

Ahlam Charaf Eddine Sans Telpfone






Tuesday, July 26, 2011

Des l'aube un film de Jilali Ferhati


ZKELTOUM et OMAR, mari et femme, des comédiens pas très sollicités, vivent dans un village à la montagne. Ils ont un rêve des plus tenaces, monter un spectacle qui leur tient à cœur depuis fort longtemps.

In memory of Ayad.

Elle un film de Hassane Dahani

Monday, July 25, 2011

Cinéma Histoire Acteurs Etas-Unis Cahiers du Cinéma

Cinéma Histoire Acteurs Etas-Unis Cahiers du Cinéma

In memory of Aicha Manaf

The saga of sufffering still continues with Moroccan artists

Wednesday, July 20, 2011

YallahFilmFestival - Jury members -

Jury Members

MAMFUCKINCH by Ghassan EL HAKIM



MAMFUCKINCH by Ghassan EL HAKIM
To take the street or not, that’s the question. For the love of a king ?! what if we didn’t love him ? Will they call us TRAITORS ? Morocco is in a ferment, and the youth is not ready to give concessions. Its not a simple wave and it’s called MAMFUCKINCH, and soon in your streets ;)

name="allowScriptAccess"/>


Tuesday, July 19, 2011

Ittihadi tink tank vomit their cakes


Moroccan poet, residing in Rabat
Born in Ben Ahmed on March 7th 1960
President of the Union of Moroccan Writers (1998-2005)
Founding member of the House of Poetry in Morocco in 1996
He has been working in Moroccan journalism since 1984 both as editor and executive editor

لبنى الفيسكي: النوري نعتني بـ"العاهرة" والصايل أجابني "ومن بعد"؟


لبنى الفيسكي: النوري نعتني بـ"العاهرة" والصايل أجابني "ومن بعد"؟

لبنى الفيسكي: النوري نعتني بـ"العاهرة" والصايل أجابني "ومن بعد"؟

حاورها: خالد البرحلي وعبد الصمد الراجي
2011-07-19 00:11:00

لبنى الفسيكي، خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، سنة 2004، التحقت بفرقة المسح الوطني محمد الخامس بعد التخرج وطورت موهبتها الفنية قبل أن تشراك في العديد من الاعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية مع مجموعة من الفرق على رأسها فرقة المسرح الوطني، في مسرحية (المرأة التي) و(هذا أنت ). ومع فرقة اللواء في مسرحية (يولويس قيصير) للمخرج بوسحان زيتوني، وأيضا ( إعلان في الجورنال) لإدريس الإدريسي، كما شاركت في بعض الأعمال التلفزيونية منها (الفاس فالرأس) لياسين فينان و(الطاحونة) لرضوان القاسيمي. وكذا بعض الأعمال السينمائية كـ (retour)لعادل زيرات و( (monchois لحسام أزماني.

في حوارها مع "هسبريس" تتحدث لبنى الفسيكي عما تعرضت له من مضايقات من طرف حكيم النوري وابنيه وتطور القضية التي وصلت إلى المحاكم، وعن الحالة التي وصل إليها المجال الفني بالمغرب.

قمت مؤخرا بتقديم شكايتين إلى المركز السينمائي المغربي والنقابة الوطنية للفنانين، بكل من المخرج حكيم النوري وابنيه، ماذا تقول لبنى بهذا الخصوص وما هو الجديد في القضية؟

بالفعل قمت بتقديم شكاية إلى المركز السينمائي المغربي والنقابة الوطنية للفنانين بكل من المخرج السينمائي حكيم النوري وابنيه سهيل وعماد النوري، ساعية لطرق كل الأبواب لإنصافي وأخذ حقي من عائلة النوري، التي لا ينتمون للفن بأي صلة في نظري، وهذا كله بسبب ما وجهته منهم من ذل وتهميش وسوء معاملة وقلة احترام خلال أيام تصوير احد الأعمال.

والجديد في القضية، هو أني قررت الرجوع إلى القضاء بعدما لم أجد السند والعون والدعم لا من المركز السينمائي المغربي ولا من النقابة الوطنية لهذه المهنة التي مازالت تعمها الفوضى، فقط كانت هناك وعود تلقيتها منهم وهي عبارة عن كلام لا يقدم ولا يؤخر في شيء، وهذا في حقيقة الأمر لأني لست صديقة لأحد المسؤولين ولا أنفق المال لشراء رضاهم، بعدما أصبحت هذه المهنة مرعبة في كواليس العمل فيها.

ماذا حصل بالضبط بينك وبين حكيم النوري وابنيه؟

حكيم النوري وابنيه لم يتركوا أي كلمة قبيحة إلا وقالوها في حقي من شتم وقذف بكلام فاحش، فكل كلام الشارع وجهوه لي. والمضايقات كانت من طرفهم منذ بدأ التصوير حيث صبرت على كل ما كان يصدر من طرفهم حتى وصل الأمر إلى محاولة ضربي من طرف عماد النوري، حينها قررت الدفاع عن نفسي خصوصا أنه لو لم يحل بيني وبينه احد الممثلين لكان الأمر تطور إلى ما لا تحمد عقباه.

سبق أن اتصل بك مدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل بخصوص نيتك مقاضاة حكيم النوري وابنيه. أيمكن أن تطلعينا عن فحوى هذا الاتصال؟

بالفعل اتصل بي نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي، الذي هو بالمناسبة صديق لحكم النوري ويقدم له العون، حينها قلت له أني تحدثت للإعلام بعدما لم ينصفني أحد خصوصا وأن سهيل النوري نعتني بـ"العاهرة"، فكان جواب الصايل بكل وقاحة: ومن بعد.

قلت أنك لا تنفقين المال لشراء رضا البعض، أيعني هذا أنه على الممثل في المغرب أن ينفق من أجل الحصول على رضا المخرجين والمنتجين؟

ما قلته لا أعمم بيه الجميع، لكن للأسف في ميدان الفن أصبح الجو ملوثا بسبب بعض الدخلاء على هذا الميدان، حتى أصبح البعض يقدم الكثير من أجل إرضاء الآخرين للظهور في عمل ما، ومن أبرزها إنفاق المال في جلسات خاصة، قصد الحصول على عمل أو دور في أحد الأعمال.

إلى أي حد أصبح مجال التمثيل يعتمد على ما هو شخصي أكثر من القيمة الفنية للفنان؟

بنسبة تسعين في المائة تقريبا، الأدوار لم تعد تعطى لأصحاب الكفاءات إلا فيما نذر، مثلا هذه صديقتي أو أختي أو ابنتي... سأفضلها على البقية. الآن المصلحة الشخصية أصبحت هي الطاغية، وهذا لأنه لا يوجد هناك قانون لحماية الفنانين في المغرب.

هل سبق أن تعرضت لبنى الفسيكي لمحاولة ابتزاز من طرف أحد المخرجين؟

بكل صراحة لم يسبق وأن ابتزني أي احد بما أني أعطي قيمة لنفسي واحترم مع من أعمل معهم، لهذا لم يحصل هذا إطلاقا.

كيف تقيمين الأعمال المغربية التي شهدت زخما في الآونة الأخيرة؟

هناك أعمال الحمد لله تستحق المشاهدة والاهتمام من طرف الجمهور، كما انه هناك أعمال تجارية محضة لا علاقة لها بالفن، وهم من أنتجوها أو أعدوها هو الربح المادي على حساب جودة العمل.

هل أنت مع مشاهد الإغراء أصبحت تقدم في الأفلام المغربية بجرأة زائدة؟

إذا كانت مجانية بطبيعة الحال لا

Yallah film festival

CP ANG YallahFilmFestival V5

Monday, July 18, 2011

Sound Design of King Kong




Sound Design

Wednesday, July 13, 2011

Bachir skirj




يعرفه الناس باحثا ـ في السينما ـ عن «لالة حبي»، ويعرفونه مهتجسا بالبحث عن زوج امرأته، لكن الكثير من هؤلاء الناس، لايعرفونه كما هو في حياته اليومية. في السطور الموالية يتحدث البشير السكيرج عن حياته الخاصة بين دروب طنجة العالية وما فيها من متناقضات، كما يفتح قلبه للقراء بالكشف عن تفاصيل تجربتي زواجه، وانتمائه السياسي سواء داخل المغرب أو في أمريكا حيث يقضي جل وقته. في هذا الحوار الكثيرمن الأشياء عن رجل لايرى إلا ضاحكا، لكن له حالات بكاء كثيرة.

› أبدأ معك الحكاية من نقطة البداية، والبداية لن تكون غير لحظة الميلاد، متى ولدت؟ ›› ولدت فجر يوم الخميس سادس وعشرين ماي من سنة 1939، وقديما يقولون إن وقت الولادة يتحكم في مسار حياة الإنسان ويمنحها ميزات وملامح خاصة، فالذين يولدون في الليل، غالبا ما يسعون إلى تغطية رؤوسهم عندما يرغبون في النوم، و هم كذلك يسعون إلى الابتعاد عن المشاكل ويهربون من مواجهة المتاعب، أما الذين يولدون في النهار، فإنهم ينامون ورؤوسهم مكشوفة، ويمتلكون الجرأة والشجاعة لمواجهة متاعب الحياة وصعابها. أنا ولدت في الوسط، بحيث اكتسبت صفات من الليليين وأخرى من النهاريين، فجئت إلى هذه الدنيا بالشكل الذي تراني عليه الآن. ولهذا أنا فنان ، مصمم ملابس، طباخ، مؤلف، شاعر، رسام... › ماذا عن الأسرة التي ولدت ونشأت فيها؟ ›› والدي كان عالم دين ورياضيات، كانت له نظرته الخاصة للحياة، كل شيء بالنسبة إليه يحمل دلالة ومعنى، حرصه هذا على فهم العالم والمحيط من حوله، شجعني على الإقبال على الحياة بشكل إيجابي. أمي كانت كذلك امرأة عالمة، لقد قرأت علي جميع حكايات وفصول كتاب «ألف ليلة وليلة» رغم ما فيه من جنس واشتعال عاطفي، وعمري لا يتجاوز أحد عشر. كذلك في البيت الذي نشأت فيه كان الشعر حاضرا، فـ«السكيرجيين» بطبيعتهم شعراء، وذوو ميول نحو الشعر والأدب. أنا بدوري تأثرت بهذه الميولات العائلية، فبرزت في مواهبي القدرة على إبداع الخواطر الشعرية، وفي نفس الوقت الاهتجاس بالرسم والتشكيل، حيث قدمت أول معرض تشكيلي خاص بي وعمري لا يتجاوز السبع عشرة سنة، وهو المعرض الذي قال لي والدي عنه : «إنك يا ولدي تبدع من روحك وتنتزع التعابير من أعماقك...». › أنت طنجوي، ففي هذه المدينة ولدت، وفيها كبرت، لو سألتك عن الفضاءات الطنجوية التي احتوتك واحتويتها على مدار سنوات عمرك، سيما أن لك كتابا يحمل عنوان «طنجة... ياحسرة !» مثخنا بالذكريات والعواطف تجاه المدينة التي تقف حاضنة الريح الأطلسي؟ ›› طنجة حبيبتي، طنجة تسكن الروح والقلب، طنجة رائحة الليمون والنعناع و«النفحة»، طنجة الدولية، الجميلة والبهية، كلما أردت الحديث عنها، تذكرت «الحومة» الطنجوية التي نشأت فيها، وهي الحومة الموسومة بـ «بني يدر»، هذه الحومة أو الحي كانت آهلة بالعديد من الأعيان والعلماء (كان يسكن فيها القاضي والباشا، وللإشارة فباشا المدينة ساعتها كان هو المختار التمسماني والد محمد التمسماني عازف الآلة المعروف)، هذه الحومة كذلك كانت تضم حوالي خمسين حانة، مزيج من رائحتي الكحول والخمر ووظائف أخرى، هذه الحانات كانت تقضي سحابة يومها مملوءة بالزبناء من الأجانب ( فرنسيين، اسبانيين...)، هؤلاء الزبناء كانوا يمارسون جميع طقوس الجلوس بالبار والاستمتاع بملذاته الصاخبة، لكن ميزة واحدة كانت تميزهم عن باقي رواد البارات، فعندما يمر من أمام الحانة عالم دين، كان الزبناء يتوقفون عن لهوهم وصخبهم حتى يبتعد عالم الدين، ليشرعوا في مواصلة اللهو . › بالقرب من هذه الحومة يوجد الملاح اليهودي، هل كنت تزوره، هل كانت لك علاقات بيهود طنجة؟ ›› نعم، الحومة التي كنت أقطن بها، كانت غير بعيدة عن الملاح اليهودي، القريب من زنقة ألكسندر ديما الابن بطبيعة الحال، ميزة اليهود بطنجة أنهم يرفضون وصفهم بأنهم لا يعيشون إلا في الملاح... والحق أنهم كانوا يتوزعون على جميع الحومات، كانوا يقطنون بحومة السقاية الجديدة والترعة والقصبة وغيرها من الأمكنة الطنجوية، مثلما أشرت في كتاب «طنجة... يا حسرة!». كانوا يعانون من الميز العنصري ومن تبعات الحرب العالمية الثانية ، وكانت لهم ميزاتهم. في المدرسة التي كنت أدرس بها كان معي في الفصل عدد من التلاميذ اليهود الذين يحتلون اليوم مناصب عليا في عدد من الحكومات... الملاح اليهودي الطنجوي كان سيد «الملايح»، كان يمتاز بهندسته الغربية المتفردة التي لا مثيل لها بإفريقيا، كانت بناياته تشبه بنايات أمريكا الشمالية بولاية لويزيانا، وأجمل شيء كان يثيرني في هذا الحي رائحة الطبخ اليهودي المغربي الأصيل... › الطنجويون يتحدثون عن فضاءات اسمها « السوق الداخل» و «السوق د برا»، ويعتبرونها مركزا لتشكيل الذاكرة والثقافة الشعبية الطنجوية، هل لمست هذه الأشياء في ارتيادك هذه الأمكنة؟ ››« السوق الداخل» كان مدرسة كبيرة، مدرسة مفتوحة الأبواب و«مناهج التكوين» هي فضاء كان يمكن للمواطن الطنجي البسيط أن يجالس كتابا وفنانين من طينة تنيسي وليامز، بول بولز، وليام بورووز، جون جونيه ، شاعر الحمراء محمد وغيرهم.. من هذه المدرسة ـ مدرسة الحياة ـ تخرج محمد شكري ، محمد لمرابط، الطاهر بنجلون، أحمد اليعقوبي وغيرهم كثير... توجد كذلك الحوانيت المكتظة بالبضائع، والمساجد التي يرفع من على صوامعها صوت الآذان، كان هناك الجامع الكبير الذي تدرس به مختلف العلوم الدينية والآداب... بنفس الفضاء توجد أيضا الحلقة وما تعرضه من فن فرجوي مثير... السوق كان مكانا شاعريا. › ذكرت في كلامك الراحل محمد شكري، هو ابن طنجة وحامل سرها وأنت تنحدر من نفس الفضاء، هل بينكما أية علاقة؟ ›› نعم، محمد شكري تخرج من نفس المدرسة التي درست بها ـ علاوة على دراستي «العالمة»ـ أقصد مدرسة «السوق الداخل»، وهو كذلك ابن حومتي منذ الصغر كان يأتي للعب معنا ، كنا من أبناء الطبقة الميسورة، ـ في خلال مناسبة ما جاء وفد من مدينة الرباط يضم أحمد الطيب العلج، أندريه فوزان وغيرهما لاختيار ممثلين من طنجة. كان ممن شارك معنا في «الكاستينغ» محمد شكري، لكن أحمد الطب العلج طلب منه الرحيل والبحث عن حرفة أخرى غير الفن... › ماهي أول مهنة مارستها في حياتك؟ ›› أول مهنة مارستها في حياتي كانت هي الفن، فأول فيلم شاركت فيه كان مع شركة مختلطة تضم إسبانيين وإيطاليين، حيث جسدت دور شاب إسباني اسمه ألفاريس، الفيلم كان يحمل عنوان« أسياد طنجة». حينما وقفت أمام الكاميرا شعرت بالخوف، شعرت بأن التمثيل يشبه لعب الأطفال ... › أنت تنحدر من أسرة ربها عالم دين، ألم يمتنع والدك عن ممارستك للتمثيل، الذي كان الفقهاء يعتبرونه حراما شأنه في ذلك شأن العديد من الأشكال الفنية المقبلة على الحياة؟ ›› لا لم يمتنع والدي، مع العلم؟ أنه في ذلك الوقت كان من غير المقبول لابن عالم دين أن يمارس مهنة التمثيل والدي لم يعارض، بل كنت أمامه بعض التمثيليات الهزلية مثل «البخيل» لموليير وغيرها... › بعد العمل، يأتي دور الزواج وتكوين الأسرة، متى تزوجت؟ ›› تزوجت مرتين، زواجي الأول كان في عام 1963، حيث تعرفت على زوجتي ليندا أمسترونغ في الولايات المتحدة الأمريكية، بالرواق المغربي الذي كنت أشارك فيه، بعرض فلكلوري يضم قرابة ثلاثين راقص وراقصة وعازفين موسيقيين، وهو العرض الذي نلنا به الجائزة الثالثة والتي سلمها لنا الرئيس الأمريكي جونسون، زوجتي الأولى هي ابنة أخ الأمريكي أمسترونغ الذي صعد إلى القمر، كانت تنحدر من عائلة فيها مزيج من الإيرلانديين والفرنسيين، تزوجتها في أواخر عام 63 وطلقتها بعد مضي سنتين على هذا التاريخ، لينتج عن زواجنا طفلة (ابنتي سلوى). بعد ذلك تزوجت بسوزان جارميلو، التي لمست فيها معالم النبوغ، ناهيك عن الجمال الفاتن، مع سوزان أنجزت مشروع إذاعتين بأمريكا ( واحدة في ميامي وأخرى في أورلاندو)، ومعها تبنينا طفلين من رومانيا... › أين تعيش الآن؟ ›› الآن أعيش متنقلا بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين المغرب وأوروبا وخصوصا سويسرا حيث يدرس أبنائي، الذين أتعلم منهم الكثير من الأشياء. › ما علاقتك بالسياسة؟ ›› ما علاقة السياسة بي أنا، فأنا في مختلف تفاصيل حياتي الاجتماعية أسعى للاقتراب من السلام، والعيش في ظلال السلم وكنف الطمأنينة. العالم الآن مليء بالحروب والصدامات، صدامات تزداد حدتها كلما تقدمت البشرية في العمر، فهل ستكون الأجيال القادمة شاهدة على صراعات أعنف وحروب أكثر ضراوة؟ هذا بالطبع ما لا أرجوه ...! حال العرب كذلك اليوم ومعاناتهم اللامنتهية، أمور تثير في النفس غير قليل من الألم والإنفعال، العرب كانوا أهل حضارة، واليوم صاروا أذلة ممتهنين، يكسبون قوتهم وميزانياتهم بالإهانة. › هل انتميت إلى حزب سياسي معين سواء بالمغرب أو بأمريكا؟ ›› بالمغرب، حينما كنا بصدد المطالبة بالاستقلال ومجابهة الاستعمار، كنت مثل سائرالمغاربة عضوا في حزب الاستقلال، الذي لم أعمر فيه إلا مدة العام أو العامين، وفي أمريكا أنا ديموقراطي، أقف ضد الجمهوريين، وأعتقد أن أمريكا في حاجة إلى الديموقراطيين، وفي حاجة إلى الديموقراطية الحقيقية، وليست الديموقراطية المزيفة، التي تكذب بها الحكومة الحالية علي العالم، لابد من تغيير الأحوال في أمريكا، والتغيير لن يكون إلا مع الديموقراطيين...! › في بيتك أطياف من القطع الأثرية وعدد من التحف القديمة التي تملأ جنبات كل ركن من منزلك، بل إن مساعدتك أكدت أن جميع منازلك مؤثثة بهذه الكيفية، لماذا تهتجس بهذا النوع من الديكور الشبيه بديكورات ألف ليلة وليلة والمنازل العجائبية؟ ›› لأني عاشق للتحف الأثرية، فعلى مدار سنوات عمري، أجمع هذه التحف وأحتفظ بها في منازلي، مادامت لا توجد في الوطن متاحف مخصصة لهذا الغرض. المنازل والدور السكنية هي كذلك متاحف، وهنا يمكنني أن أشير إلى عدة منازل تحتوي على العديد من التحف، أقصد منازل عائلات بناني، بنكيران، التمسماني، التزي وغيرها. › هل تقرأ الكتب؟ ››نعم أحاول فعل ذلك، بين الفينة والأخرى. › ماذا إذن تقرأ من كتب؟ ›› أقرأ الأدب الكلاسيكي الفرنسي، علاوة على المقالات والإنتاجات الصحافية، سواء المنشورة في الصحف والمجلات أو المنشورة عبر الأنترنيت، فقد ظهر نوع من الكتابة والكتاب، هو كتاب وكتابة الأنترنت... قرأت العديد من الروايات، ولكني لم أستطع أن أصير كاتبا روائيا، حاولت فعل ذلك لكني لم أستطع...! › عمرك الآن حوالي خمسا وستين سنة، ماهي الخلاصة التي تعلمتها من الحياة؟ ›› الخلاصة التي تعلمتها من الحياة، هي عجزي عن تفسير، لماذا أنا ممنوع في وطني، لماذا لا تتاح لي فرصة الاستمرار في العطاء، أنا لست من الماضي والتاريخ، أنا مازلت حيا وقادرا على العطاء الجمالي، فلماذا أمنع؟ خلاصة تجربة حياتي تقول لي ـ في محاولة للجواب عن السؤال/ اللغز ـ إن هناك مسؤولين ورثناهم عن الجيل السابق، يسيرون عكس توجهات الملك الشاب، وعكس توجهات العهد الجديد، هؤلاء يجب أن ينتزعوا من مناصبهم بـ«البوليس»...!

حسن المنيعي: أوضاع المسرح المغربي


حسن المنيعي: أوضاع المسرح المغربي
أوضـاع المسـرح المغربــي
حسن المنيعي

I ) المســرح التقليـدي
تحاول بعض الدراسات التأكيد على تأثـر البرابرة المغاربة بالرومان في أسلوب حياتهم وعلى الخصوص في مجال الفن المسرحي. لكن التاريخ لم يحتفظ لنا بأية وثيقة في هذا الصدد. وبما أن صاحب كتاب «إفريقيا الرومانية» (1) يقر بحتمية هذا التأثير، فإننا نجد الباحث حسن السايح يتحدث عن المدن المغربية الرومانية وعن الحلبات التي تتوفر عليها باعتبارها فضاءات احتضنت عروضا مسرحية ونماذج فنية من الفولكلور البربري. إضافة إلى ذلك، فإن هناك كما يقول «بقايا حكايات ونوادر أقاصيص على ألسنة الحيوانات أوردها الكاتب البربري أبوليوس Apuléé وكانت معروفة في العهد الروماني، كما خلف إليزلان من الأطلس المتوسط قصائد تمجد الفروسية والبطولة»(2).
وهكذا، فإذا قبلنا فكرة «رومنة» البرابرة، فإننا بحاجة إلى البحث عن تمفصلاتها في مجال المسرح الذي ظل في شكله الإيطالي إنتاجا غريبا عن الحضارة المغربية. لذا، نرى أن البداية الضمنية للمسرح المغربي تكمن في كل الأشكال الفرجوية التقليدية التي تنطوي على إرهاصات مسرحية، إما لاهتمامها بالمقدس (الاحتفالات الدينية) أو لاندراجها في ممارسات اللعب والاحتفال التي تقوم في الأساس على فنون السرد والحكي والرقص والموسيقى والإنشاد.
لقد كانت هذه الممارسات كلها تعرف إنجازها في الزوايا Zaouia والبيوت والساحات العمومية، وكذا في أسواق القرى والمداشر. ونظرا لتنوع مؤديها من رواة، ومداحين، وبهلوانيين، وشعراء، ومنشدين، فقد اعتبرها الدارسون للمسرح نواة مسرح تقليدي(3) تجسدت أبعاده في رواية الملاحم والسير (سيرة عنتـرة - سيف بن ذي يزن - السيرة الهلالية، إلخ) وفي فرجات البرابرة كـ «إمديازن» المرتبطة بقبيلة آيت حديدو، وقصائد «إزلان» الدامية، و«عبيدات الرما» وغيرها من الألعاب والظواهر الاحتفالية الروحانية (عيساوة - حمادشة - هداوة...).
أما عن الأشكال الماقبل المسرحية المعروفة لدى الجميع كـ «الحلقة» و«البساط» و«سلطان الطلبة» و«سيدي الكتفي»، فإنها تعد تظاهرات فنية أصيلة يتم خلالها لقاء مباشر بين المؤدين والجمهور، وذلك في جو من المرح تؤسس أبعاده الدرامية طقوس اللعب والارتجال والضحك، واستثمار مخزون التراث الشعبي الذي يرتكز في الغالب على سرد النوادر والحكايات من طرف ممثل جوال يحسن فن القص والإيماءة: «يالها من إيماءة تلك التي يقوم بها القصاصون. العيون تكاد تخرج من الرأس... الأفواه تتلوى والخدود تنتفخ، والأيدي ترتفع إلى الأصداغ وترسم أقواس دوائر في الهواء. وهذه الحكايات التي تصفر أو تتدحرج وتتلكأ وتأخذ في كل مرة معنى مختلفا. هذا كله مفقود في الحكاية المطبوعة. البلد نفسه قد اختفى. البلد بأصوات حيواناته وإيقاعات طبوله وصفير الرياح. البلد الذي يؤسس الأسلوب كما تفعل الصور والحركات»(4).
إن هذا البعد التمثيلي الذي تقوم عليه الحكايات هو الذي جعل هذه الأشكال الماقبل/مسرحية تنطوي على خصوصيات العرض المسرحي ومواصفاته كما نلمس ذلك من خلال التحديد التالي:
- الحلقــة
لقد كانت الحلقة - ولاتزال - فضاء لعبويا (Ludique) شتركا بين المدن والقرى تعرض فيه مجموعة من الفانين أعمالها المدهشة والطريفة وكل ما يمتلكه كل واحد منهم من مهارات فنية في مجال الحكي عن الإنس والجن والحيوان، وابتكار ألعاب بهلوانية أو سحرية أو ارتجال الشعر والنكت. لذلك، فإن هذا الفضاء يعج دوما بالحركة والإيماءة والموسيقى وفنون القول إلى درجة أن كل من يرتاده من المتفرجين يجد نفسه في غمرة الجد والهزل، وفي عوالم يمتزج فيها الواقع، والخيال، والتاريخ، واللاتاريخ لأنه مكان لا زمني يظل مفتوحا عبر شكله الدائري وفرجاته القائمة على الارتجال، وبلاغة الجسد والإيقاع والموسيقى: الشئ الذي يجعله يستحضر كل الأزمنة في لحظة واحدة إما على لسان الراوي، أو في حركات عبيدات الرما وأولاد سيدي احماد وموسى، وإلا، في لوحات «القراد» ومقالب شخصيات فذة أمثال جحا، وجحجوح، وحديدان، والساط، وبقشيش، ولمسيح، وغيرهم.
ومن ثم، فإذا كان الراوي هو أشهر فنان يشتغل في هذا الفضاء، فإن طريقة عمله، من حيث القص وتشخيص السير الشعبية وتقطيعها إلى مراحل وحقب، قد جعلت منه أول رائد للفعل المسرحي بالمغرب كما اعترف بذلك الفنان الطيب الصديقي، حيث قال متحدثا عنه: «منك تعلمنا مهنتنا.. من خلال عصا واحدة لاغير تحولها حسب إرادة الحكي.. تصبح العصا شجرة مخضرة. تتحول إلى مظلة أو إلى حصان راكض. وفجأة، هو ذا السيف الذي يجرح أو هو ذا القلم الذي يدون... المجد لك أيها الراوي القديم الذي يبتعد بتؤدة عن حياته كل مساء...» (5).
باختصار، إن الحلقة هي «مهد المسرح المغربي»، أي أنها البؤرة الأولى التي ساهمت في ترسيخ وسائل التعبير المسرحي وتحقيق التواصل مع الجمهور من خلال مشاركته الفعلية في كل ما يقترح عليه من سرد عجائبي ومن عروض شيقة ومتنوعة يروم أغلبها إلى التسلية وإلى نقد الأوضاع الحياتية.
- البســـــــاط
يعتبر البساط مسرحا ترفيهيا يعود تاريخ نشأته إلى القرن الثامن عشر، وذلك حينما قدم أول عرض في قصر السلطان سيدي محمد بن عبد الله (1757 - 1790)، ثم انتقلت فرجاته بعد ذلك إلى المنازل والساحات العمومية قبل أن يتفرع إلى أشكال عديدة من التمثيل الهزلي الانتقادي والتمثيل الطرقي الديني. لكن أهم فرجات مسرح البساط هي التي كانت تقدم بدار المخزن، أي في حضرة الملوك العلويين الذين كانوا يرعون هذا الفن الشعبي لاعتبارات عديدة يأتي في مقدمتها الاتصال المباشر برعاياهم، ثم المشاركة في احتفالاتهم والاطلاع على مشاكلهـم اليوميـة.
وهكذا كانت الأعياد الدينية (عاشوراء - عيد الأضحى) فرصة سانحة بالنسبة للفرق التي تقصد قصر الملك في موكب «كرنفالي»، ثم تأخذ مكانها في فضاء خاص. وحينما يبدأ الحفل «اللعب» يعم أرجاء القصر وفسحاته سيل دافق من الضحك والمرح نظرا لاندراج العروض في مجال التنكيت والهزل، ونظرا كذلك لكون المبسطين يفعلون بكامل الحرية، لأن أريحية السلطان هي التي تشجعهم على ذلك.
من هنا، كانت بعض الفرق المحترفة تقدم تمثيلياتها في شكل مشاهد مركبة، كثيرا ما ينحصر واحد منها في تبليغ شكوى إلى الملك للتعبير عن تذمر بعض التجار أو العائلات من أحد رجال السلطة. وعليه، فإذا كان مسرح البساط يقوم على الضحك والنقد الاجتماعي، فإنه قد ابتدع شخصيات أمثال «الساط» الذي يرمز إلى القوة، و«حديدان» الذي يتألق بنكران الذات وحب الغير. أما الممثلون، فقد كانت لهم أسماء خاصة نذكر منها «البوهو» و«لمسيح». لذلك، يمكن اعتبار البساط بشخوصه وممثليه وجمهوره مسرحا شاملا يقوم على التنكر الكرنفالي، كما يقوم على نصوص مخططة سابقا وعلى فعل الارتجال والحركة والغناء. وهذا ما جعله يكتسي طابعا شعبيا إلى درجة أنه عرف عصره الذهبي إبان حكم المولى عبد العزيز (1895 - 1904)، كما أنه لعب دورا هاما في نطاق الحركة الوطنية لحضوره كفن يجمع بين الجد، والفكاهة، والغرابة، ونقد عيوب المجتمع، وتجاوز الإداريين لسلطهم.
- سلطــــــان الطلبـة
ارتبط هذا المسرح بطلبة جامعة القرويين. وهو عبارة عن احتفال موسمي يقوم خلاله طالب مرشح بدور ملك حقيقي. أما عن أصل هذه التظاهرة، فإنه يرجع إلى عهد السلطان مولاي رشيد مؤسس الدولة العلوية (1666 - 1679) الذي عاش فترة حرجة من حياته حينما اضطر إلى مواجهة تمرد «ابن مشعل» الذي كان يضطهد سكان «مدينة تازة»، وكذا مواجهة أخيه مولاي أحمد الذي يزاحمه على الحكم، ويسعى لذلك إلى القضاء عليه بعد موت أبيهما مولاي الشريف أمير تافيلالت.
ولجعل حد لهذه المواجهة، قصد مولاي رشيد زاوية الشيخ «اللواتي» بناحية تازة، واستنجد بأتباعه من الطلبة الذين ساعدوه على قتل الطاغية ابن مشعل: الشئ الذي أتاح له فيما بعد محاربة الأخ والدخول إلى «مدينة فاس» التي بويع فيها ملكا سنة 1666.
ولمكافأة طلبة الشيخ اللواتي، نظم لهم الملك المتوج نزهة في وادي فاس أتاح لهم خلالها فرصة اختيار واحد منهم سلطانا يحكمهم أسبوعا كاملا. من هنا، انحدرت تسمية الفرجة التي أمست بطريقة عفوية تقليدا مسرحيا يقام كل سنة في فصل الربيع، وتوزع فيه الأدوار انطلاقا من الملك (الذي يحصل على هذا اللقب في مزاد علني) مرورا بحاشيته، وصولا إلى الجمهور المشارك المتكون من الطلبة وسكان المدينة.
وهكذا يستغرق الحفل أسبوعا كاملا يشارك فيه السلطان الحقيقي بزيارة عابرة إلى سلطان الطلبة ليقدم له بعض الهدايا، وليلبي كذلك بعض طلباته. أما عن اللعبة، فإنها تمر في جو من المرح والبهجة، وتخضع لمراسيم سلطنة زائفة كلها ولائم (زردة)، واحتفالات غنائية، وقراءات شعرية وخطب ساخرة. وحينما تنقضي الليلة السابعة، يغادر السلطان عرشه ومملكته، وإلا تعرض للضرب بالعصا من لدن حاشيته لإشعاره بزيف ملكه.
ونظرا لأهمية هذه التظاهرة المتولدة عن حدث سياسي، فإن الأدب المغربي قد حرص على توثيقها كما نلمس ذلك في قصيدة الزعيم الراحل علال الفاسي، حيث قال ما نصـه:
«ويخرج سلطان التلاميذ راكبـــــــا
على فرس في جيشـه المتكـاثـــــــر
عليه مظل الملـك ينشـر بينمــــــــــا
بيارقـه في العيـن مثل البواتـــــــــر
وتصدح أنغـام العسـاكـر حولــــــــه
ويتبعها أصـوات طبــل وزامــــــــر
يحـف بـه أتبـاعــه وجمعهـــــــــــــم
لـه لبدة حمـرا تـروق لنــاظــــــــــر
وفي وسط الأيام يــــأتي لربعــــــــه
جلالـة مــولانـا بركـــب مظـاهـــــر
ويأتي بأنــواع الهـدايـا موضحـــــــا
لقيمـة أهــل العلــم عند الأكـابـــــــر
ويخـرج أبنــاء المـدارس كلهـــــــــا
لرؤيـة عيد الأنــس بين المناظــــــر
فلازال عيـد الأنـس يزهـو بأهلـــــه
دليلا علـى مجــد لقــومي غابـــــر»
انطلاقا من الوصف الوارد في هذه القصيدة، والذي يعكس مواصفات الاحتفال، يمكن اعتبار سلطان الطلبة وقعة مسرحية (Un Heppening) بمعنى الكلمة، لأن مراحلها وفصولها تقوم على الأداء العفوي، والارتجال، وفنون الأدب والشعر. وهذا يعني أنها تؤسس تمسرحها (Théâtralité) بمحض الفضاء الذي تجري فيه، وكذا بمحض عنصر الاندماج في اللعب الذي يحمل المشاركين والمؤدين على الانصهار في أدوارهم، لدرجة أن «الإيهام» المتولد عنها يعد شاملا يوازي شمولية التظاهرة نفسها، نظرا لما تحتويه من فنون التشخيص والحكي، والإلقاء الشعري، والغناء الشعبي (قصائد الملحون).
- سيــدي الكتفــي
عرف هذا المسرح بمدينة الرباط، وذلك في عهد السلطان مولاي يوسف (1912 - 1927)، ثم انتشر في بعض المدن الكبرى من المملكة. وإذا كنا لا نعرف الشئ الكثير عن أصله، فإنه من المرجح أن الصناع والحرفيين هم الذين كانوا يؤطرون طقوسه كما كانت تفعل بعض الفرق الطرقية (حمادشة - عيساوة). ومن ثم، فإن الغاية بالنسبة إليهم هي التجمع في مناسبات خاصة لقراءة الأذكار والأمداح النبوية، وكذا لقضاء لحظات ممتعة فيما بينهم: الشئ الذي يضفي على تجمعهم طابعا مسرحيا يخضع لقانون «اللعبة» التي يتكفل بتسييرها رئيس (مقدم). بمعنى آخر، إن مسرح سيدي الكتفي يؤسس عروضه عن طريق العلاقة القائمة داخل مجموعة مغلقة وفي نطاق فضاء محدود [زاوية أو بيت أحد أعيان المدينة]. أما المتفرجون، فهم الأشخاص الخارجون عن المجموعة. لذلك، كان المسرح الذي يمارسونه عبارة عن طقس خاص يتكرر في كل اجتماع، «أي في كل حلقة تمثيلية، حيث يأخذ المقدم مكانه وسط المجلس وحده، ثم يأتي الأفراد (أي الممثلون) ويدخلون واحدا إثر واحد في تمهل. وكل داخل يتقدم للسلام على المقدم وذلك بأن «يقدحه» بضربة الكفين على رأسه ويقبل يديه..وعندما يلتئم الجمع، يفتح المقدم الجلسة بتعليمات في سير الأداء، ويوصيهم بالجد والبعد عن الضحك والارتخاء وتقمص الدور على أحسن وجه. وينذرهم بالعقاب الشديد الذي ينتظر كل من تسول له نفسه من بينهم أن يضحك أو يسئ إلى التمثيل.
»وبعد الانتهاء من تلك الوصية، يبدأ بقراءة الفاتحة والدعاء لصاحب البيت أو المستضيف بينما الآخرون يؤمنون عليه بكلمة «آميـن». ثم يشرع المقدم في أداء «ديترامب» (Dithyrambe)، أي القصيدة التمثيلية: وهي في الغالب تعريض وتشهير ببعض الأفراد المعروفين في المدينة. وقد يكون من بينهم فرد أو أكثر ممن طردوا من الطائفة؛ وقد يكون التشهير لمن تثبت عليه خيانة أو اشتهر بالمبالغة في تناول «الكيف» و«النرجيلة» أو ارتياد المواخير ودور الفساد. وتبدأ الحضرة متمهلة بجذبة يكون البصاق خلالها يتطاير، ويتغلب المقدم على الأفراد ثم يتغلبون عليه» (6).
*
* *
هذه إشارة إلى بعض الأشكال الفرجوية التي تؤكد للجميع حضور مسرح تقليدي مغربي ذي أصالة فنية. ومن الأكيد أن هناك أشكالا وأنماطا تمثيلية أخرى يجب التعريف بها ودراستها من حيث مكوناتها الدرامية وتجذرها في الثقافة الشعبية، وكذا من حيث جاهزية توظيفها كإواليات فنية في عملية تأصيل الحركة المسرحية ببلادنا.
II ) أوضـاع المسـرح المغـربي
1 ) التأسيس:
وإذا كانت هذه الأشكال تشكل البداية الضمنية للمسرح المغربي، فإن البداية الفعلية تعود إلى تأثر المغاربة بالفرق الأجنبية الزائرة التي قدمت عروضها في بعض المدن، قادمة من المشرق العربي ومن إسبانيا وفرنسا. ومع أن إدارة الاستعمار الأجنبي لم تبذل أي جهد لتشجيع المغاربة على ممارسة المسرح - وإن كانت تحرص على إشباع رغبات جاليتها من خلال ما تقدمه لها من مسرحيات ترفيهية بوليفارية الطابع - فإن المسرحيين الرواد أمثال محمد القري، والمهدي المنيعي، وعبد الواحد الشاوي، ومحمد بن الشيخ، ومحمد الزغاري وغيرهم، قد تأثروا بالفرق القادمة من المشرق العربي، حيث حفزتهم على التشبع بالفن الدرامي والتمرس على أسلوبه الإيطالي، والخوض في عوالمه تأليفا، وترجمة، وتمثيلا، وإعدادا فنيا.
وهكذا، وانطلاقا من سنة 1923، أخذت الفرق تتأسس في المدن الكبرى كفاس، ومراكش، والدار البيضاء، ومكناس، وطنجة، وتطوان، كما عمت المغرب حركة مسرحية نشيطة تجسدت في أعمال مسرحية عديدة نذكر منها: صلاح الدين الأيوبي (نجيب الحداد) أدب العلم ونتائجه - اليتيم المهلهل - الأوصياء (محمد القري) العباسة أخت الرشيد - طرتوف (المهدي المنيعي) المنصور الذهبي (محمد بن الشيخ) - يتيم الصحراء - في سبيل المجد (عبد الواحد الشاوي)، إلخ.
لقد كانت هذه الأعمال الدرامية تعبر عن قناعة أصحابها الفكرية وعن تضحيتهم من أجلها كما حصل للأستاذ محمد القري الذي مات شهيدا في منفاه القسري بالصحراء. وهذا يعني أن المسرح المغربي كان يرتكز في عهد الحماية على كتابة ملتزمة تهدف إلى توعية الجمهور بقضاياه، كما تهدف إلى التعبير عن مواقف وطنية محمومة تفضح ممارسات الاستعمار وصلافته وسياسته القمعية. ومن هنا مشاركة الزعيم الوطني في خضم الفعل المسرحي (مثلا عبد الخالق الطريس ومسرحيته «انتصار الحق على الباطل») وكذا الفقيه والتاجر، إضافة إلى المثقفين الذين اهتموا بقضايا المسرح إما بالحديث عن غاياته وأهدافه النبيلة، أو بمواكبة العروض إن على مستوى التغطية الصحفية أو على مستوى التنويه والكتابة النقدية.
وعليه، فإذا كانت هذه الحركة قد ركزت على النص المسرحي ومضمونه الفكري مع مراعاة الجانب الفني حسب التصورات الأولية والمتواضعة عن الإخراج المسرحي، فإن هذا التركيز على النص يعد رد فعل ضد إعلان الظهير البربري (1930) وسياسته الرامية إلى تمزيق كيان الأمة المغربية. لهذا، عرف مسرح الحماية فيضا زاخرا من الكتابات اهتمت بصيانة اللغة العربية وحمايتها من الضياع، كما اهتمت بالتعامل مع التاريخ كمادة تخول للكاتب تمرير خطابه السياسي عبر شبكات من الرموز والدلالات تؤدي في الغالب إلى التحايل على الرقيب الإداري وإلى تجنب «مصادرة» العرض.
لقد استثمرت هذه الوضعية إلى حدود سنة 1955 بعد أن تجذرت معالمها مع وثيقة المطالبة بالاستقلال (11 يناير 1944). وهذا لا يعني أن التجربة الأولى لتأسيس مسرح مغربي قد انحصرت في حدود النص العربي الفصيح، بل اعتمدت أيضا على الكتابة باللغة العامية (مثلا مسرحية عبد الواحد الشاوي: «فين دواك يامريض» ومسرحية رشاد بوشعيب «دموع اليتيمة»)، إلخ.
في هذا الصدد، يمكن الإشارة إلى أن المسرح المغربي قد طرح قضية اللغة المسرحية في وقت مبكر (أي في حدود سنة 1934). ونظرا لأهمية هذا الموضوع، فقد عاب الناقد عبد الكبير الفاسي على محمد القري استعماله اللغة العربية الفصحى على لسان اليهودي والبربري في روايته (مسرحيته) «الأوصياء» (1934)، كما دعا في مقالته إلى ضرورة «قيام العمل الدرامي على عنصر التسلية لا على أسلوب الخطبة والدرس الذي يولد الملل في المتفرج»(7).
نستفيد من هذه الملاحظة الذكية أن تجربة التأسيس لم تكن تخلو من مجهود نقـدي يطرح بعض الأسس النظرية للمسرح، حيث نجد عبد الكبير الفاسي ينحاز إلى ما أسماه «الرواية ذات «النظرية» (La pièce à thèse)، أي التي تدافع عن نظرية علمية أو فلسفية أو اجتماعية»، كما نجده يدافع أيضا عن حق الجمهور وعن مكانة اللغة كأداة للتواصل.
ونظرا لأهمية مقالته، فقد أثارت ردود فعل لدى بعض المسرحيين وعلى رأسهم محمد بن الشيخ الذي دافع في مقالته «لغة الروايات المسرحية» عن اللغة العربية الفصحى كأداة وحيدة للكتابة المسرحية. ومن ثم، فإذا كان النقد يؤكد اعتماد المسرح على النص الأدبي - كما قلنا سابقا - فإن المنطلقات الفنية ستأخذ مكانها في الإنجاز المسرحي ابتداء من سنة 1950 حينما رحل بعض الشبان إلى فرنسا للتتلمذ على أساتذة المسرح، وحينما أسست مراكز للتكوين الدرامي في الدار البيضاء، والرباط، وفاس، والجديدة ومنها على الخصوص «المركز المغربي للأبحاث المسرحية» (1953) الذي تخرج منه - تحت قيادة أندري فوزان A. Voisin - عدد من الفنانين الذين سيساهمون في إثراء الحركة المسرحية بالمغرب أمثال الطيب الصديقي، وأحمد الطيب العلج، وعبد القادر البدوي، وعبد الصمد دينية وغيرهم.
وقد كان من بين أطر هذا المركز، إلى جانب فوزان وبيير ريشي P. Richet، الأستاذ عبد الله شقرون والمرحوم عبد الصمد الكنفاوي والأستاذ الطاهر واعزيز الذي ترجم مع الكنفاوي والعلج بعض المسرحيات الأوروبية (عمايل حجا - المعلم عزوز - عمي الزلط). ولا ننسى أن هذا المركز هو الذي أدى إلى تاسيس أول فرقة احترافية (فرقة التمثيل المغربي) التي مثلت المغرب في مهرجان «مسرح الأمم» بباريس (1956)، ونالت إعجاب الجمهور الفرنسي بمسرحيتها المقتبسة عن موليير «عمايل حجا» Les fourberies de SCAPIN وبأخرى مغربية الميسم والصياغة الفنية، ونعني بذلك مسرحية «الشطـاب» (8) التي كانت وليدة تأليف جماعي. وبالتالي ألا يمكن القول بأن السمعة الطيبة التي حظي بها المسرح المغربي في الخارج لدليل واضح على ميلاد مسرح جاد ساهم في تدعيم أسسه رواد عصاميون ومبدعون شباب تمرسوا على تقنيات الغرب، ثم عملوا على إدراج عملهم في نطاق العالمية وتتويجه مرة ثانية في بلجيكا (1958).
1 ) عن المسـرح المغربـي الحديث (أو مسرح مابعد الاستقلال)
في الوقت الذي عرف فيه استقلال المغرب (1956) تأسيس فرق هاوية في جميع أنحاء المغرب، حاول الاحترافيون التمركز في مدينتي الرباط والدار البيضاء بهدف خلق ممارسة مسرحية تقوم على قواعد فنية، وتخضع لتوجيه مؤطر انعكست نتائجه الإيجابية في إنجازات «الفرقة الوطنية (فرقة التمثيل المغربي سابقا) ثم فرقة «المعمورة» اللتين ساهمتا إلى حدود نهاية الستينات في تصعيد مسار الحركة المسرحية من خلال تقديم روائع المسرح الغربي [فولبون للكاتب (بن جنسون) - طرتوف - المثـري النبيل (موليير) - هاملت - عطيل (شكسبير)، إلخ]، إلى جانب إنتاجات مغربية كان أغلبها من تأليف أو اقتباس الفنان أحمد الطيب العلج.
وهكذا، عرف المسرح المغربي طريقه إلى الوجود الفعلي رغم ما كانت تعترضه من مشاكل هيكلية ارتبطت على الخصوص بتوجهات الدولة على الصعيد الثقافي. لكن حماس العاملين أمثال الصديقي والعلج، وعبد الصمد دينية، ومحمد عفيفي، وفريد بنمبارك وغيرهم كان من العوامل الأساسية التي أدت إلى خلق إمكانيات جديدة في مجال الإخراج، والتمثيل، والكتابة الدرامية بشقيها (التأليف والاقتباس). وبالتالي، فقد أمكن للمسرح المغربي أن يحقق ازدهارا كبيرا في مسيرته الاحترافية التي كانت تنتكس أحيانا بحكم ارتباطها بالسلطة البيروقراطية، كما كانت تنحرف عن أصالتها نظرا لحضور ممارسات تجارية/بوليفارية انطلقت مع فرقة «البساتين» بمسرحيتها «درهم الحلال»، ثم استمرت مع فرق أخرى لا يمكن ملاحقة أعمالها في هذه الدراسة.
ومع ذلك، نستطيع الإشارة إلى أنها حققت تراكما طفيليا على صعيد الإنتاج المسرحي الذي كان يتسم بالميوعة والتسطيح في معالجة المشاكل الجوهرية التي تحولت في الغالب إلى مجرد قضايا متعلقة بالزواج، والطلاق، والصراعات العائلية الهامشية، ومشكل الهجرة إلى الخارج (بنت الخراز - الزوجة المثقفة - سعدك يامسعود - لهبال في الكشينا، إلخ).
على أنه في موازاة هذه الحركة التجارية، عرف المسرح المغربي بعض المبادرات الإيجابية التي تجسدت في إسهامات المسرح الجامعي أولا (نزهة لفرناندو أرابال - بنادق الأم كرار لبرشت)، ثم ترسخت ثانية في أعمال عبد القادر البدوي الذي أنتج - ولا يزال ينتج - العديد من المسرحيات التي تعالج مشاكل المجتمع وقضايا البيروقراطية والانتهازية والوصولية (غيثة - صالحة أو دار الكرم - المعلم زعبول - في انتظار القطار - القاعدة والاستثناء - وليدات الزنقة، إلخ.) وذلك بأبسط الصياغات المسرحية المتقيدة بالأسلوب الإيطالي.
في نفس الاتجاه، يمكن الحديث أيضا عن مسرح الهواة الذي ساهم - رغم وسائله المحدودة - في عملية تطوير الحركة المسرحية وذلك بالعمل المتواصل، ومحاولة بلورة اتجاهات وتيارات في مجال الإبداع الدرامي. ويكفي للتأكيد على حيوية هذا المسرح ودوره الفعال، التذكير ببعض أعلامه الأوائل أمثال محمد العلوي، مصطفى التومي، الزناكي مصطفى، عبد العظيم الشناوي، عبد الهادي بوزوبع، علال الخياري، محمد المنوني، زكي الهواري، محمد تيمد، محمد الكغاط، كريم بناني، عزيز الزيادي، محمد شهرمان، عبد السلام الحبيب، وغيرهم ممن لفتوا الأنظار بأعمالهم المسرحية نظرا لما كانت تعالجه من قضايا فكرية جادة وما توظفه من أساليب طلائعية وأشكال تراثية تتوخى التجديد: الشئ الذي جعل مسرح الهواة، منذ بداية الاستقلال، يشع كبؤرة عطاء مسرحي حقيقي ومختبر تلتقي فيه الطاقات والمواهب لتناقش أوضاع المسرح المغربي وآفاقه المستقبلية.

الشعب يريد إسقاط المثقف!


الشعب يريد إسقاط المثقف!
2011-07-12


وما ذا بعد أيها المثقف.. شاعراً كنت أو قاصاً، ناقداً أو مفكراَ، صحفياً أو فنانا، مسرحياً أو درامياً، كوميدياً هزلياً أو ملتزماً مخشباً أو معدَّ برامج تلفزيونية تربح المليون أو لا تربح، ترفد الأمة بسوبر حمار العرب أو بالاتجاه المخابث، أو بجيوب بلا حدود، ماذا بعد أيها المثقف! سواء كنت من زبالي قصيدة النثر أو من كنّاسي قصيدة العهر، كلاسيكياً أو حداثياً، روائياً غرائبياً أو رساماً تكعبياً، مهما يكن جنس إبداع المخنث أو نوعه المدنس.
ماذا بعد؟ خمسون عاماً أو خمسينات وأنت تحتل المنابر والمهرجانات والصحف مرة بسالفين كأذني كلب، وأخرى بغليون كذيل دبٍّ، وحيناً بشعر طويل كشعر خنزير يثير الاشمئزاز، خمسون عاماً أو خمسينات ولم تتجاوز مراهقتك، شعوب تموت وصحوات تعيش، وأنت تجادل بأحقية قصيدة النثر على قهر الناس، وتكتب عن غرفة شاعر جُمَلاً مقطَّعة مرةً، ومسجّعةً أخرى، بليدة حيناً ومبهمة أحياناً، خمسون عاماً وأنت تكتب لنفسك، وتجلد الجمهور الذي لا يريد أن يدخل نتانة غرفة، ولا يبكي لبحثك عن امرأة تهجرك لأنها تأنف من شكلك ورؤيتك وشاعريتك ولغتك، عن امرأة طلقت اللغة العربية.
ولغة الوصف الجسدي في رواياتك وقصصك التي لم تخرج عن سرد مثل بساطير تدوس رقبة إنسانيته، وخمسون عاماً تطلب الخلع من لوحاتك التي ضاعت أمةٌ من محيطها إلى خليجها وأنت تبحث عن تجسيد أفخاذ امرأة مرة بسوريالية وأخرى بتكعيبية، خمسون عاماً وخمسينات بظهرها، خمسون تنطح خمسين مرّت وأنت أيها المثقف تهرّج للسلطان تطبّل للقادم، وتزمّر للذاهب، خمسون عاماً وأنت تلهث بين باب تدقُّه على رؤوسنا برمضان وشعبان ورجب وبين جوارح وكواسر تكسر رؤوسنا على ذواتنا، وتجرحنا في نومنا بفنتازيا .. خمسون عاماً وخمسينات مرّت وأنت تحمل يافطة صحفي تدق أبواب التجار و أرباع المسؤولية تقتات على موائدهم وبعد الفتات تطالعنا بمانشيت أننا بخير، وأن صغار مسؤولينا على قدم وساق مع سكرتيراتهم يخدمون الشعب، لكن أيّ شعب يعلم فقد يكون شعوبنا هم فقط خالاتك وعماتك وخليلاتك خمسون عاماً لم تكتشف سارق رغيف، ولا بائع مفاتيح بوابات الحدود، خمسون عاماً وأنت صحفي في خمسين صحيفة، ومراسل في خمسين قناة فضائية.. خمسون عاماً وخمسينات مرّتْ، ولم تكتشف إلى الآن أنّ الأمة تداعت من المحيط إلى الخليج، وأنّ الفساد نخرها من أخمص قدميها إلى أخمص رأسها التي تحولت إلى بسطار ثوري تورَّمَ، وملأته المساميرُ، خمسون ألف نكبة مرت على الأمة وأنت تروي حكايات ألف ليلة وليلة عن بطولة القواد في الدفاع عن حقوق دول عدم الانحياز ومناصرة القارة السوداء، ودعم أباطرة أمريكا اللاتينية، ومقاومة الشيطان الأكبر والأصغر، والدبّ القطبي، والفيل الهندي الذي قطع خرطومه احتجاجاً على نفاقك، خمسون عاماً وخمسينات، ولم تذكر أنّ العروبة تكلست في جيوب الثوريين وتعفّنت في أفواه القوميين، وتدجّنت في أيدي المعارضة وأكف السلطويين .. احتجَّتِ الحيطانُ والأبقار وخشبُ المسرح على بلادتك، وأنت ترسم كعب امرأة ترفسك حتى بالحلم، وتبصق على شِعرك غيابياً، وترمي رواياتك الواقعية الجديدة في زبالة الإقطاعيين الجدد.. خمسون عاماً وأنت شريك الفساد والديكاتورية تصفق للثوري، وتطبّل للملكي، وترقص لبين بين، مهرجاً هزيلاً وعلى الرغم من هزلك تشتمُ الشعوبَ التي لا تفهم لغتك، ولا خطَّ ريشتك ولا غنجك كالخنثى بين أيدي السلاطين.. وماذا بعد أيها المثقف! الآن وحين ثارت الشعوب واختلط الحابل بالنابل تصرخ في ليبيا أن الاستعمار عاد، والمؤامرة كبيرة، بينما تصفق في تونس لثورة الياسمين، وتعدّد خيانات الحكم البائد في مصر، وتركب دبابة الديمقراطية في بغداد، أنت مثقف ولا تخجل! تتقافز من فضائية لأخرى لتتحدث باسم الشعوب المقهورة في الواق واق والأنظمة الساقطة، وتخجل أن تطلق زفرة واحدة بحق نظام لم يبق منه إلاّ بلطجية يقامون اللحظة الأخيرة، لا تجرؤ أن تتحدث عن ديكاتور واحد ما لم تتيقن بأمّ عينك أنه سقط، ولا تخجل أن تغني وتزأر بصوتك ولغتك مادام بسطاره لم ينسحب عن رقبتك، فهل تخجل إن عرفت أيها المثقف أن الشعب يريد إسقاطك وهو إن لم يصرخ فلأنه أسقطك منذ وجدت، ولا يقيم لك شأناً، فأنت ساقط منذ خمسين عاماً بالنسبة له، وإن فطن بك الآن فلأنه يشعر باشمئزار من رائحة زبالة إبداعك التي لم ترحل مع أكلتها بعد.
د. خالد زغريت

Wednesday, July 06, 2011

-مقبرة- جامع الفناء تحاور كوتسولو


حوار مع الكاتب الاسباني خوان غويتيسولو: عاونوني باش نعاونكم
عبد الغفار سويريجي
2011-07-06


خوان غويتيسولو هو أحد أبرز كتاب اللغة الإسبانية في العصر الحاضر. غادر اسبانيا عام 1950 أثناء حكم فرانكو فاستقر بباريس. انطلاقا من عام 1976 بدأ يقضي بضعة أشهر من السنة في مراكش إلى أن استقر بها نهائيا.
كتب العديد من الروايات نذكر من بينها 'دون خوليان'، 'فضائل الطائر المتوحد' و'حياة آل ماركس الطويلة'.. كما ألف العديد من الريبورتاجات الروائية عن العالم العربي والإسلامي (القاهرة، الجزائر، غزة، فاس، كبادوكيا واسطنبول وغيرها) وكذا عن حرب الشيشان. تعلم في مراكش العامية المغربية وكتب روايته الشهيرة 'مقبرة' التي تستلهم إلى حد بعيد لغات الشارع والحياة اليومية والخيال الشعبي لرواة الساحة. كتب في فصل منها 'قراءة لفضاء جامع الفناء' يقول: 'التنافس الشرس داخل الحلقة: تعايش نداءات كثيرة، متزامنة: المغادرة الحرة لاستعراض في اتجاه جدة الحلقة المجاورة وإثارتها: ضرورة رفع الصوت والمحاججة، وتجويد الكلام، والعثور على النبرة الملائمة ورسم الحركة القمينة باجتذاب انتباه العابر أو إطلاق ضحك لا يقاوم: شقلبات المهرجين والمشعبذين المهرة، وطبول ورقصات غناوة، زعيق قردة، إعلانات أطباء وأعشابيين، وهجوم مباغت للطبل في اللحظة التي تمرر فيها آنية السبيل: استيقاف جمهرة دائمة الاستعداد، إلهاؤها، إغواؤها، اجتذابها رويدا رويدا نحو فضاء محدد، إشغالها عن النداهات المنافسة، وجعلها تطلق، أخيرا، الدرهم اللامع الذي يكافئ البراعة والعناد والصرامة والموهبة'.
منذ ذلك الوقت والساحة تحتل أهمية كبرى في حياته أدبيا وإنسانيا. استطاع بفضل وجوده المستمر بالمكان أن يتتبع حركته ويرصد التغيرات: اختفت في أواسط التسعينيات مقهى ماطيش ذلك المرصد الذي كان يلتقي فيه الموسيقيون والرواة والحلايقي. كانت وسط الساحة مليئة بالحياة: كان يسميها بالمركز العالمي للثقافات. بدأ غويتيسولو منذ بداية التسعينيات يستشعر الخطر المحدق بالساحة وهو ما دعاه للتفكير في إيجاد صيغ لحماية هذا التراث الإنساني. كتب حينها نصا عنوانه: ساحة جامع الفناء، تراث الإنسانية الشفوي. وبدأ حملة للدفاع عن الساحة. في هذا الصدد صرح المدير العام السابق لليونسكو فيديريكو مايور، (مجلة المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط عدد 13/2010) بما يلي: ' لن أنسى أبدا زيارة قام بها الكاتب الاسباني خوان غويتيسولو لي في باريس، وعرض علي خلالها فكرته، قال لي: 'بذات الطريقة التي نهتم بالتراث الثقافي والطبيعي، علينا أن نهتم بالتعبيرات الموسيقية، والأدبية أو التعليمية التي عبرها نكتشف الخاصية التي تميز الجنس البشري، أعني خاصية الإبداع، والقدرة على التفكير والابتكار والتخيل، والتوقع والتجديد. ستستفيد الإنسانية كلها لو تنبهت للقيمة التي تمثلها هذه المنتوجات الثمينة، التي قد أهملت للأسف. لكي'نحصر ما لا يمكن لمسه' ويصبح واقعا، علينا رؤية ما وراء الأحداث اليومية، بعيدا عن التقلبات والتحولات اليومية. من الضروري تحقيق رؤية قادرة على الجمع بين ما هو محلي وما هو عالمي، ما هو راهن وما هو بعيد، ما هو على المدى القصير والشعور بالزمن التاريخي'. لقد وضع اقتراح خوان غويتيسولو ـ المتعلق بحكواتيي ساحة جامع الفناء بمراكش ـ خطة طريق عملية قادت بعد سنوات فيما بعد إلى إقرار الاتفاقية المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي'.
وجدت أفكار الكاتب آذانا صاغية لدى منظمة اليونسكو فتبنت مقترحاته. يذكر غويتيسولو في دراسته: 'تاريخ موجز لإعلان'، والتي صدرت ضمن مواد كتاب له نشر العام الماضي بالاسبانية تحت عنوان 'سفر إلى بلاد المغرب' - مراحل الإعلان يقول: ' ... كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي أن أول المقالات [التي كتبت عن تراث جامع الفناء]، والذي صدرت ترجمته بعد ذلك بقليل في 'لوموند ديبلوماتيك'، قد حظي - بفضل وساطة صديقي هانز ماينكي- باهتمام المدير العام لليونيسكو وقتها، فديريكو مايور زاراغوسا. اتصل بي الأخير وأعلن أن فكرة 'تراث شفوي إنساني' قد أثارت اهتمامه. وأضاف ان مفهوم تراث إنساني الموجه لحماية الأماكن والآثار والمناظر وما إليه لا يشمل أو لا يحمي كفاية الأنشطة الثقافية وكذا التقاليد للجنس البشري المتعددة والمتنوعة والمعرضة للزوال. وبمساعدة قيمة لبضعة مستشارين، تم عقد لقاء لخبراء في المجال بمراكش في حزيران/يونيو 1997. كان اللقاء غير الرسمي لخبراء قدموا من جهات الأرض الأربع بداية مرحلة انتقالية دامت ست سنوات. وقد تقرر خلاله تشكيل لجنة تحكيم تجتمع مرة كل سنتين مهمتها دراسة ملفات الترشيح المقدمة من قبل الدول الأعضاء في اليونسكو أو من قبل الجمعيات غير الحكومية. في اجتماعها الأول في ربيع 2001 درست اللجنة أربعين ترشيحا اختير منها 18، كان ترشيح ساحة جامع الفناء ضمن الفائزين'.
يستخلص القارئ مما سبق أن فكرة تراث شفوي إنساني هي ابتكار شخصي للكاتب'ولد جامع الفنا وبافتخار' كما يحب أن يسمي نفسه.
بمناسبة زيارة الخبراء -1997- صدر النص الذي أثار اهتمام رئيس اليونسكو في كتاب بخمس لغات تحت عنوان 'جامع الفناء تراث الإنسانية الشفوي' مرفوقا برسومات للفنان الألماني المقيم بمراكش هانس فيرنر غوردتس. يقول في النص المذكور:'...عرفت الانسانية زمنا كان فيه الواقع والخيال يمتزجان، والأسماء تنوب عن الأشياء المسماة، والكلمات المبتكرة تأخذ بحذافرها: فتنمو وتزدهي وتحتوي بعضها البعض وتحبل كأنها كائنات من لحم ودم. كان السوق والساحة والفضاء العمومي أفضل مكان لتوالدها البهيج: فيه تختلط الخطابات وتعاش الخرافات ويصير المقدس موضوع سخرية دون أن يفقد القدسية، وتتوافق المحاكاة الهزلية مع الشعائر الدينية، وتطير الحكاية المحبوكة بلب السامعين، فيسبق الضحك دعواتهم التي يكافئون بها المنشد أو المروض الجوال(...) مدينة واحدة ظلت تمتاز حتى اليوم بصونها لهذا التراث الشفوي الإنساني المنقرض الذي ينعته الكثيرون بـ 'العالم- ثالثي'. أعني مدينة مراكش وساحة جامع الفناء، التي بجوارها أعيش وأجول وأكتب بنشوة، منذ عشرين سنة'.
***
شكل الكاتب مع بعض مثقفي المدينة عام 1999 جمعية تهدف إلى حماية مختلف العروض الشفوية التي تلقى بالساحة وإعادة الأهلية لها. وقد أنجز عضوان مراكشيان بدعم مالي من منظمة اليونسكو كتيبا ـ في تسع صفحات- يعرض أهداف وبرامج إحياء تراث الساحة الشفوي ومن بينها: 'تجميع الفنون الشفوية في ركائز مختلفة: صور، أوراق، سمعيات، زخارف تذكارية، وكذا إحداث خزانة وثائق وقاعة الصور والأصوات لوضع التسجيلات السمعية البصرية الخاصة بالساحة تحت تصرف الزوار.. وتنظيم موسم الحلايقي على شكل لقاءات سنوية، وإحياء حكايات الفرجة المتداولة منذ أزمان، والسهر على الإبقاء على الحلقات العريقة والعمل على إعادة المنقرضة منها لحيز الوجود. والعمل على استمرارية تكوين الحلايقية أو استخلافهم. وتيسير إعادة الكتبيين الذين كانوا يزاولون أنشطتهم وسط الساحة. ونشر وإشهار الكتب ووثائق الإرشاد والنشرات الخاصة بالساحة، وإحياء حرفة فناني الساحة والتعجيل بإحداث صندوق إعانة لفائدة الحلايقية الذين كفوا عن مزاولة أنشطتهم بسبب عائق من العوائق القصوى'. لم تعمر جمعية المراكشيين طويلا: لم يمض عام على التأسيس حتى وقعت مشاكل بين عضوين مراكشيين فانصرفا إلى حال سبيلهما.
*ماذا تحقق من مشاريع جمعية ساحة جامع الفناء تراث شفوي للإنسانية؟
- أهم ما أنجزناه هو موسم الحلايقي: نظمنا خلال بضعة أشهر جولات للرواة الشعبيين بالمدارس، ألقوا خلالها أمام الأطفال حكايات. كان الهدف من ذلك هو أن يعتاد الصغار على هكذا إرث. تلك أفضل طريقة لضمان الاستمرارية. بعد ذلك عقدنا لقاء بتاحناوت (2003). إلى جانب العديد من الباحثين ألقت باحثة ألمانية تجيد العامية المغربية مداخلة عن دور النساء بالساحة. كان ذلك آخر لقاء نعقده. كلما اتصلت بهم كي نجتمع كانت لديهم دائما أعذار. قطعوا صلتهم بي نهائيا حين بعثت الرسالة. ولأنني لا أومن بكون التدخلات السماوية يمكن أن توقف عملا، أعتقد أن ثمة أسبابا أو بالأحرى مصالح مادية في المسألة. على أية حال لقد تركوني وحيدا. ولأني لا أستطيع أن أدير جمعية بمفردي كانت رسالة استقالتي'.
***
بعث الكاتب بتاريخ 16 تشرين الاول/أكتوبر2005 إلى رئيس الجمعية والبقية الباقية رسالة قال فيها: ' ...لاحظت منذ حزيران/يونيو 2003 أن جمعيتنا لم تعد تشتغل. انقطع التواصل بيننا دفعة واحدة. وبقيت القرارات التي اتخذناها على عجل خلال لقاءاتنا النادرة حبرا على ورق، ولم تنجز قط. كل القرارات معلقة والكلام فارغ. باختصار، لم نلتزم بتعهداتنا والتزاماتنا المبرمة مع اليونسكو، وفقدنا مصداقيتنا أمام عشاق الساحة الذين ابدوا رغبة عارمة في التطوع والتعاون معنا... من بوسعه الإحساس والتخفيف من معاناة الرواة؟... أضحى هذا الوضع بالنسبة لي لا يطاق. إن تخصيص مبلغ 3000 درهم شهريا من أجل أداء مستحقات كراء مكتب فارغ يبدو لي أمرا عبثيا، بل غير طبيعي، ألن يكون من الأفضل توزيع هذا المبلغ على الرواة وفناني الساحة الأكثر احتياجا؟ أو تحويل المقر كملجأ للذين يفترشون الأرض ويتغطون السماء وجيوبهم فارغة. رغم استقالتي النهائية من الجمعية، ورغم أني لم أعد أنتمي إليها مطلقا أعتقد أنه من الأفضل لك القيام بجرد للحصيلة المالية التي استأمنت عليها من طرف منظمة اليونسكو بصفتي رئيسا للجنة التحكيم الدولية المكلفة بالتراث الشفاهي واللا مادي للإنسانية وتغلق الحساب البنكي الذي تملك صلاحية توقيعه، وترجع ما تبقى من مال لمنظمة اليونسكو'.
*ما هي طبيعة الأموال التي أشرتم إليها في الرسالة؟
- في أيلول/سبتمبر 2001 أثناء اجتماع إلتشي سلمني أمير خليجي شيكا بمبلغ 80 ألف دولار دعما للجمعية، سلمته بدوري عند عودتي لمراكش إلى رئيس الجمعية. بهذا المال كنا ندفع مستحقات كراء مكتب فارغ بزنقة بني مرين خلف بنك المغرب. وقد طلبت من الأعضاء عدة مرات تجهيز المكتب بخط هاتف وفاكس وتشغيل سكرتيرة، لكنهم لم يفعلوا. ظل هكذا وضع إلى غاية 2005. ومن جهة أخرى فقد كان الرواة الشعبيون خلال 2003 يأتون لبيتي كل يوم جمعة حيث أسلمهم مبلغ 200 درهم لكل واحد منهم.
* في أواخر عام 1999، وبينما كنتم تعملون من أجل حماية تراث الإنسانية الشفوي كان عمدة ذلك الوقت قد شرع في بناء أساسات 'قيسارية اللوكس' بقلب الساحة، وواجهة من الكريستال يبلغ ارتفاعها 15 مترا، وكذا مرآب للسيارات يمتد تحت ثلاث طبقات أرضية. كان يرغب في جعل الساحة مركزا تجاريا. وقفت حينئذ ضد هكذا مشاريع، فتوقفت نهائيا...
- بالفعل، لقد استطعنا أن نوقف مشروع موقف السيارات وقيسارية اللوكس: كانوا سيبنون وسط الساحة سوقا ضخما على شاكلة مرجان. كانت تلك المشاريع تخرق ظهير 1922 الذي يحمي معمار المدينة. كانت لو تحققت ستقضي نهائيا على حياة البازارات الصغرى وكل الأنشطة التي تقام بالساحة. ركزنا على أن لا تتحول الساحة إلى مرآب للسيارات. وهم ينبشون الأرض كي يثبتوا أعمدة الإنارة الخاصة بالمطاعم المتنقلة وجدوا أساسات جامع المنصور الذهبي. جاء مسؤول مفتشية المآثر التاريخية السيد فيصل الشرادي وأراني ما تم اكتشافه، فأوقف الأشغال. لقد منع الإعلان بحق حدوث ذلك. كانوا سيخربون الساحة: أو ليس ذلك جنونا حقا؟ بعد الإعلان لم يعد أحد للحديث عن المشاريع إياها. بديهي، لم يرق ذلك أبدا لأصحاب البنايات الخرافية.
***
بعد تبني اليونسكو للفكرة تشكلت لجنة تحكيم مهمتها اختيار الفضاءات الثقافية أو الأشكال التعبيرية الثقافية التي تستحق أن تعلن ضمن 'تحف التراث الشفاهي واللا مادي للإنسانية'. وضمت 18 عضوا نذكر من بينهم: الأميرة بسمة بنت طلال (الأردن)، كارلوس فوينتيس (المكسيك)، هايديكي هاياشيدا (اليابان)، وألفا كوناري (رئيس جمهورية مالي) وعزيزة بناني (سفيرة المغرب لدى اليونسكو) وأعضاء من الهند وباكستان والإمارات والقوقاز وليتوانيا وبوليفياô إبان الاجتماع الأول للجنة في 15 ايار 2001 ألقى غويتيسولو خطابا يدعم ترشيح ساحة جامع الفناء، عنوانه: 'حماية الثقافات المهددة'، طرح فيه علاقة الكتابة والشفوية وكذا أثر وسائل الاتصال الجماهيرية على هكذا تراث، يقول: 'وأما طبيب الحشرات الذي يتوفر على طاقة لغوية ومهارة ارتجالية أسرتا جمهور حلقته طيلة عقدين من السنين. فكان يسخر في الغالب من اللغة المتخشبة الصادرة عن إذاعة بلده وتلفزتها'. وبين كيف 'ترفق هذه الشفوية الثانوية بفن غير مادي هو ثمرة الإطار الملموس والمادي الذي تشكله الحلقة: تكشيرات وإيماءات ولحظات صمت وضحكات وبكاء (ô) وكما لاحظ تيربانتيس أن هنالك حكايات تتركز متعتها في أسلوب سردها، ولذا فإن النجاح الشعبي للحلايقي لا يترتب عن الموضوع الذي يكون معروفا دوما لدى السامعين، وإنما عن مهارة الارتجال التي يتوفر عليها وحسن إدارته لتلك المهارة (ô) إن مشهد جامع الفناء يتكرر يوميا، لكنه مختلف في كل يوم. فالأصوات والأصداء والإيماءات تتغير مثلما يتغير الجمهور الذي يرى ويسمع ويشم ويتذوق ويلمس. هكذا يندرج الإرث الشفوي في إرث آخر أشد سعة ورحابة. يمكننا أن نطلق عليه إسم الإرث غير المادي(...) وختم كلمته بالقول: هكذا يفتح تبني اليونسكو مفهوم 'الإرث الشفوي واللامادي' الجديد، الطريق للمحافظة على الثقافة الشفوية لمئات اللغات التي تفتقر إلى الكتابة'. (أنظر الترجمة الكاملة للخطاب ضمن مواد 'تراث شفاهي ولا مادي للإنسانية'/ دفاتر الهندسة المعمارية والتمدن 2007).
***
*أعلنت ساحة جامع الفناء رسميا من قبل اليونسكو تراثا شفاهيا ولاماديا للإنسانية في 18 ايار/مايو 2001. كيف تلقى المغرب نبأ الإعلان؟
*
- توصلت بصفتي رئيسا للجنة من كافة المدن التي ترشحت للإعلان برسائل شكر. وحدها مدينة مراكش لم ترسل شيئا. لم يفاجئني الأمر قط، وأكثر من ذلك فقد صرح عمدة المدينة، في تظاهرة نظمها بعيد الإعلان، أن اليونسكو قد سرقت صوت الساحة. لم أجد العون طيلة مدة اشتغالي في الموضوع إلا من عزيزة بناني سفيرة المغرب لدى المنظمة والمعماري الكبير سعيد ملين.
* نظمت كلية الآداب بمراكش (تديرها الآن عضوة سابقة في الجمعية سالفة الذكر)، والمجلس الجماعي مؤخرا احتفالا بالذكرى العاشرة لتصنيف الساحة تراثا شفويا للإنسانية. لم تتم دعوتك لهكذا احتفال.. غريب أمرك ايتها البلاد الجاحدة: غريب أمرك مراكش..؟
- منذ ثلاثين سنة خلت وأنا أعرف إدارة ومسؤولي البلدية لذلك لم أستغرب بتاتا. لم تكن الثقافة يوما شاغلا يشغل بالهم، مع ذلك أرى أن الأدب ليس من خصالهم. باختصار، ذلك مشكل يعنيهم وحدهم، أما بالنسبة لي فالأمر سيان. لا شيء يجبرهم على دعوتي. كنت طيلة أربع سنوات رئيسا للجنة تحكيم اليونسكو، أما الآن فقد أصبحت مواطنا لا أمثل إلا نفسي. ربما لأنهم يعرفون أني لا أطيق الأنشطة الرسمية، ربما رغبوا أن يجنبونني عناء الإصغاء طيلة نصف ساعة لكلام، أضحى في عمري، لا يمكن احتماله. لقد فعلوا خيرا عندما دعوا شخصا مثل فريدريك متران الذي يمثل عالما رسميا لا أنتمي له قط. ليس الاعتراف من قيم البيروقراطية المراكشية.
وهذا مثال آخر حدث في وقت آخر: كنت عضوا في لجنة ابن رشد التي كلفت بتنظيم سنة المغرب في اسبانيا. علمت أن ليس ثمة موارد لتنظيم تظاهرات، فتحدثت مع مجموعة من الأصدقاء واقترحت تنظيم أشياء بسيطة لا تكلف شيئا. أعرف مجموعات موسيقية مغربية في كاتالونيا ومدريد وبعض جهات الأندلس، كانت الفكرة هي تنظيم حفلات موسيقية في الأماكن التي يتواجد بها مهاجرون مغاربة، كانت طريقة لنقول لهم إننا نفكر فيكم. لم يكن الأمر يستدعي سوى التنسيق مع الأشخاص الذين أعرفهم. وجدوا الفكرة مهمة جدا لكنهم لم يفعلوا شيئا. أعيد دائما وأكرر: 'عاونوني باش نعاونكم'.
***
انتشرت في العقد الأخير مطاعم متنقلة داخل الساحة واحتلت مكان الرواة الشعبيين. وهو ما يجعلنا نتساءل: ما هي الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية للمحافظة على تراث الإنسانية الشفوي.. ألم يحن الأوان بعد لتوكل شؤون تسيير الساحة إلى هيئة مختصة بدل ترك الأمور بيد مجالس محلية تتلاعب بمستقبل المكان.
يذكر أن لوائح اليونسكو التي حددت إجراءات التصنيف (اتفاقية التراث 1972) تتضمن أيضا إجراءات لإلغاء التصنيف وذلك في حالة عدم تحقيق الأهداف. ومن بين أسباب سحب التصنيف حدوث تغييرات أو ضرر للموقع، وتحويل وظائفه الأساسية، وتعديل الأهداف التي من أجلها كان التصنيف. نقرأ في نهاية نص 'جامع الفناء تراث شفوي للإنسانية' ما يلي: 'تتوهج الكلمات وتتألق وتمد في عمر هذا الملكوت الخارق. لكن الخطر المحدق بالساحة يقلقني أحيانا. فيتكوم الخوف سؤالا على شفتي: إلى متى؟'.

أسماء المخرجون السينمائيون في المغرب


Real 2011

الممثلون المغاربة وفرقة معمورة

أنا مع الدين يجزمون القول أن العرب لم يعرفوا المسرح بشكله الكامل حتى بداية القرن التاسع عشر.لمادا؟ لأنه ببساطة وجد العرب في المسرح السب العلني للرب.هدا بالطبع يتنافى مع التعاليم الإسلامية.أما في المغرب ,يمكن القول أن نقول أن المسرح بشكله الفني والتقني عرفه المغرب مند بداية الخمسينات .بالطبع هناك فنون أخري تشبه نوعا ما المسرح كالحلقة و سلطان الطلبة وبو أكتف, لكن المسرح عرف في المغرب أوائل الخمسينات وبالضبط تطور الفن المسرحي في المغرب مع ظهور فرقة المعمورة التي تعتبر أول مؤسسة إبداعية اهتمت بصناعة الفرجة المسرحية وفق المفهوم الفعلي للممارسة الاحترافية الحديثة.

الأنواع المسرحية التي عرفها المغرب

- الحلقة – البساط – سلطان الطلبة –سيدي الكتفي

- حسب الدراسة التي قام حسن المنيعي فان المسرح هو فن مستورد لم يظهر في المغرب إلا بمجيء الاستعمار 1912

- أولى جمعيات المسرح في المغرب مسرح الهواة مثل فرقة – العروبة – بالدارالبيضاء التي أسسها المقاوم عبد الله الهراوي وفرقة – ماسيس – التي كان من بين اعضائها محمد سعيد عفيفي ,وفرقة- كواكب المغرب – التي كان ينشط داخلها البشيرالعلج,وفرق أخري بمدن الرباط ومراكش وفاس كانت تنتمي إليها أسماء ذات حضور قوي في الساحة النضالية عرفت بمواقفها المناوئة للسلطات الاستعمارية.

-أول مخطط لتطوير المسرح بالمغرب قامت به المديرية الشبيبة والرياضة بهدف توجيه اهتمامهم الى قضايا مغايرة تتماشى مع رؤية فرنسا للممارسة المسرحية.

- من هنا برزت شخصية مولاي الطيب بن زيدان بمساعدة الطاهر واعزبز الدي اشرف علي اول دورة تكوينية في التقنيات المسرحية سنة 1952 الي جانب الخبير الفرنسي أندري فوازان الدي يعتبر اول من وضع تصورا كاملا لنظام التكوين المسرحي الذي كان يخضع له الممثلون في غابة معمورة.

- التحق عبد الصمد الكنفاوي بالفرقة المسرحية في المركز الوطني مابين 1953و1955

- فرقة المسرح الشعبي وهي فرقة كانت مجتمعة إلي ان حصل المغرب علي الاستقلال وكان مقرها يوجد في الدار البيضاء في مكان يسمي دار المسرح ,حيث فكرت كتابة الدولة في الشبيبة والرياضة ان تأسس فرقة مسرحية تتكون من العناصر التي كانت تنتمي إلي دار المسرح.

- اقترح – ارمون جوليان – مدير مسرح الأمم بباريس أن تعرض مسرحية – الشطاب – وهي اقتباس من الربرتوار العالمي.

-ومن بين الممثاين الدين شاركوا في هاته المسرحية تحت اشراف اندري فوازان والطاهر واعزيز وعبد الصمد الكنفاوي ,ندكر احمد الطيب العلج, احمد العلوي ,محمد سعيد عفيفي \,عائد موهوب ,الطيب الصديقي ,فاطمة الركراكي,سليم برادة والعربي اليعقوبي.

-

بالرغم من المضايقات السياسية والمعيقات المالية وتعب السفر الى القرى والمدن البعيدة , واصلت فرقة المسرح المغربي تالقها من خلال انجاز المزيد من الأعمال المسرحية التي شهدت نجاحا كبيرا سواء داخل أو خارج المغرب مثل – حادة – و –مريض خاطرو- و-ثمن الحرية – و –البلغة المسحورة -.


Elle ou " Hiya " by Hassan Dahani at the 7eme Art in Rabat avant-premiere

Saturday, July 02, 2011

Mohamed Majd in Hanna



A late-coming star who nevertheless was on time: that is how Mohamed Majd's relationship with the Moroccan cinema could be described. When the need was there, he answered the call, when everyone thought he was forgotten, finished, he made a brilliant come-back, giving a lesson of endurance, perseverance and passion. A discreet passion fuelled with wisdom and a simple philosophy of life.





Mohamed Majd was born in 1940; for this Casablanca child of origin and heart, who grew up in the frenzied atmosphere of post independence years, cinema is almost a destiny. He first started in theatre, a logical choice in the Casablanca of the late 50s, where popular culture found, through the stage, a terrific medium for showing the desire for utopia and the eagerness to express oneself again. He acts in the main companies of the town and at the beginning of the 60's he himself directs actors and puts on plays… He acts in the first serial of the young Moroccan television.

Then the cinema comes very soon, right at its timid beginning. He appears in "Forêt" by Abdelmajid Rechiche (1970), a real little jewel which Majd carried off with a performance of both enthusiasm and self-control. He returns in "Al Borak" (1973) with Rechiche again… Here he shows a style which will stamp his career with generosity and availability. In the 70's, international recognition also starts with notably his role in "Le Messager" by Mostafa Akkad.


Then suddenly Majd chooses to disappear from the big screens and to come back to theatre in order to resource his interests. In the middle of the 80s, the cinema finds him accustomed to the experience of life and practical work; he is then very sought after in international productions and plays in over 80 feature or TV films. The dynamic manner in which the Moroccan cinema takes off in the 90s finds in Mohamed Majd a figurehead, an international actor of class with great humanity.

A breathtaking role in "Ali Zaoua, prince de la rue" by Nabil Ayouch (1999) makes him the actor of the coming decade; a career underlined by two best actor awards at the National Film Festival at Oujda in 2003 in "A Thousand Months" by Faouzi Bensaïdi and at Tangiers in 2005 in "Le Grand Voyage" by Ismaïl Ferroukhi.

Other international awards at Nantes for his role in "Le Cheval de Vent" by Daoud Aoulad-Syad and at Mar del Plata in Argentina for his part in "Le Grand Voyage" confirm this new international recognition. A tribute to a career and passion for the cinema: Mohamed Majd is classical material; he doesn't act, he doesn't perform; he gives himself totally. It's a gift to the film and to the Moroccan cinema.