Friday, April 29, 2011

torture at Mawazine and Prison Of Tamara .



عن مُعتقل تمارة السري ومهرجان موازين
Publié le avril 28, 2011 par mhairane

ما الذي يجمع بين مُعتقل تمارة السري ومهرجان موازين؟ لا شىء في الظاهر، لكن ثمة ما يجمعهما ضمن الأفق السياسي الضيق الذي يؤطر الشأن العام ببلادنا.

إنهما منذوران معا لنوعين من الإحتفال، الأول « احتفل » و « يحتفل » بفنون تعذيب مُعتقلين ساقهم سوء طالعهم، وشروط التدبير الشططية للبلاد والعباد، إلى الحلول « ضيوفا » على جلادي « العهد الجديد » منذ سنة 2003 وتحديدا بعد تفجيرات يوم الجمعة 16 ماي من نفس السنة، بل حتى قبلها أي منذ تفجيرات الحادي عشر من شتنبر سنة 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية.
أما الثاني ونعني به مهرجان « موازين » فمُهمته صنع الإحتفال بفن الموسيقى والغناء في تجلياتهما الراقية عربيا وعالميا.. كيف لا وضيوفه عبر كل دوراته، هم من أشهر الفنانين العرب والأجانب.

ما يجمع معتقل تمارة ومهرجان موازين أن كليهما من « مُنجزات » العشرية الأخيرة، حيثُ اختيرت تدابير مُعينة في السياسة والإقتصاد والأمن والفن.. إلخ لتكون معالم « تحول » من « العهد القديم » أو « البائد » كما درجت التسمية في المنتديات الرسمية وغير الرسمية، إلى آخر نُعت بأنه ل « لإستمرارية ».. استمرارية ماذا؟ هل التنكيل بالناس خارج ضوابط القانون، وهدر المال العام بلا حسيب ولا رقيب، وهي من « منجزات » العهد الذي يُنعت بالقديم أو البائد؟

وبينما اختير لمهرجان موازين أن يكون لحظات احتفال موسيقي وغنائي يشهده عموم الناس (منصات الهرجان دُكّت أوتادها الضخمة حتى في الأحياء الشعبية للعاصمة) جُعلت « احتفالات » معتقل تمارة سرية تدور « فقراتها » الرهيبة بين المُعتقلين وجلاديهم، برعاية كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين في البلاد.
وإذا كان طابع العلانية في مهرجان موازين على ذلك النحو من الشمولية والجماهيرية، فيما يخص فقراته الموسيقية الغنائية، فإنه يلتحق بمعتقل تمارة في طابع السرية فيما يرتبط بطرق تمويله وغلافه المالي وتدبيرها.. فعبر دوراته لم يتم أبدا الكشف عن مصادر غلاف مالي لا يشك أحد في ضخامته بالنظر إلى فداحة تكاليفه (يشهد عليها حضور ضيوف المهرجان من كبار الفنانين العالميين، اللذين لا يتحركون خطوة ضمن أجنداتهم السنوية المكتظة، دون أن يكون المُبرر « مُقنعا » أي مُجزيا).. يدفع البعض بحجة تمويل مُشهرة من خلال الملصقات الإشهارية مثل: لا رام، اتصالات المغرب، هذا البنك وذاك.. إلخ للقول أن التمويل ليس من المال العام، دون أن يلتفتوا إلى فضيحة علنية في هكذا مبرر، ذلك أن المؤسسات المذكورة هي مِلْك عمومي (عمومية أو شبه عمومية) ولو كان ذلك على مستوى الشكل، وبالتالي فإن أي فلس يُنفق من ميزانياتها فإن مصدره المواطن دافع الضرائب. ومهما يكن الأمر فإنه حسب تقديرات عارفين بجسامة تنظيم مهرجان من ضخامة وفخامة « موازين » لا يُمكن أن يتم دون اعتمادات مالية، تفوق بأضعاف أضعاف ما يُمكن استخلاصه من مؤسسات عمومية أو خاصة، تبقى ميزانياتها مشروطة بحسابات الربح والخسارة، وبالتالي تبقى أسئلة مصادر تمويل دورات مهرجان موازين مُشرئبة ومُحتفظة بكامل مشروعيتها.

إنه طابع السرية الذي يلتقي فيه كل من معتقل تمارة ومهرجان موازين.

فكما رفض الكاتب الخاص للملك محمد منير الماجيدي الذي يشرف على مهرجان موازين بتكليف من الملك محمد السادس، الكشف عن ميزانيات دورات مهرجان موازين، فعل نفس الشىء وزير الداخلية الطيب الشرقاوي بإنكاره وجود معتقل سري بمدينة « تمارة ».

يشترك الموضوعان (معتقل تمارة ومهرجان موازين) أيضا في خاصية التنكيل بكرامة وأموال هذا الشعب، من خلال « فنون » التعذيب في الأول و « فنون » هدر المال العام بالنسبة للثاني، فكلاهما يسومان سوء عذاب القهر والفقر.

إنهما إذن، مُكونان من أبرز مكونات دولة « السيبة الأمنية والمالية » حيث لا رقابة ولا محاسبة، على ما يفعله الحاكم بأمره في هذه البلاد، فالبشر مُعلق مصيره بشبهة مهما كانت ضئيلة، ليجد نفسه فريسة « مُناسبة » ل « فنون » التعذيب ب « لقراعي » و « الشيفون » و « الطيارة » وهلم « إبداعا ».. والمال العام طوع اليمين والشمال وكلما يصلح للإغتراف لإنفاقه بلا حساب « إكراما » لفن الموسيقى في أبدع تجلياتها العالمية.
*****

تنويه: حتى لا يُزايد علينا مُزايد، نؤكد أن تنظيم المهرجانات أمر مُحبذ بل ضروري في حياة كل مجتمع، شرط أن يتم ذلك ضمن ضوابط ديموقراطية، من شفاقية في المحاسبة والمراقبة، انطلاقا من مصدر الفكرة وتنفيذها وطرق تمويلها.. إلخ.

مصطفى حيران