Tuesday, January 29, 2008

Agents Linguistiques or xenophobia of cinephiles

Xenophobia is a fear or contempt of that which is foreign or unknown, especially of strangers or foreign peoples.[1] It comes from the Greek words ξένος (xenos), meaning "foreigner," "stranger," and φόβος (phobos), meaning "fear." The term is typically used to describe fear or dislike of foreigners or in general of people different from one's self.( A wikipedia definition )


No Visas for Cinemagoers
By Allal EL Alaoui
Too many intellectuals, academy researchers,and Cinema associations find difficulties and obstacles to communicate with some cultural services at Rabat Embassies .Many observers and journalists blame those employees named " Agents Linguistiques " who have Moroccan nationality.In fact, they are Moroccans and lucky to be cutural advicers, but unfortunately they mislead and deviate information to the head of cultural service and make abstacles for others to enjoy the culture of the country visited .

It becomes popular that this is done in purpuse by those agents and employees in order to show that they are excellent big brothers , targetting promotion from the Ambassador himself or benifit to visit the country in which they are working with, here in Rabat.
One of the best excample is Canadian and U A E embasssies in Rabat .Morocco has special relations with these countries and no doubt the culture exchange is highly successful .
United Arab Emirates becomes a mecca for many cinephiles and bollyphiles because of its marvellous activities on cinematic festivals like the Dubai International Film Festival and IIFA awards backed by His Highness Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum . Unfortunately , these cultural activities are missed by Moroccan film critics and cinemagoers due to the intelligent obstacles of the so called Languistical agents .
Moroccan foreign embassy has intelligent and well trained people than those agents .May be it is time to think of this matter because,obviously the diplomatic relation between Morocco and these countries is important and could have been more powerful and everlasting by only may be shifting those who change their skin and language for the sake of money and xenophobia .



البعض يقول انه يعمل ضد اطروحة الغرب يحوّل العالم الثالث الي حقل تجارب!
محمود قرني
التمويل الاجنبي للثقافة العربية هل هو دعم محايد أم ذو أجندة سياسية؟ (مصر)
05/03/2008
تشهد الساحة الثقافية العربية، في السنين الاخيرة، القدس العربي القاهرة ـ ظاهرة لم تكن موجودة علي هذا النحو من قبل تتمثل في وجود مؤسسات ثقافية عربية اهلية تتلقي دعما كليا او جزئيا من دول غربية، ابرزها الاتحاد الاوروبي.
هذه الظاهرة واضحة في بعض البلدان العربية مثل مصر ولبنان والي حدّ ما، الاردن، فيما لم تعرفها، بعد، دول مثل سورية والخليج والمغرب العربي، ولكن في هذه الدول الاخيرة مراكز ثقافية غربية ناشطة تقوم برعاية انشطة ثقافية متعددة. الظاهرة ؟ هل يرونها تسهم، فعلاً، في دعم كيف ينظر المثقفون العرب الي هذه الثقافة العربية التي تواجه عقبات كثيرة، من بينها، محاولة الأنظمة العربية، الاسلاميين، او و المتشددين الأصولية استمالتها الي جانبها في صراعها ضد قمعها وتقنين حركتها في حال رفضت الانخراط في هذا الاتجاه؟ ام هل يري اجندة غربيةالمثقفون العرب ظاهرة الدعم الاجنبي لأنشطة ثقافية عربية جزءاً من لها اغراض سياسية محددة؟
هذا ما سنحاول القاء الضوء عليه في هذا التحقيق الذي يشمل خمسة بلدان عربية هي مصر، لبنان، الاردن، سورية، والمغرب.
المراكز الثقافية والنص الإمبراطوري

وائل غالي
ناقد ـ وأستاذ الفلسفة بأكاديمية الفنون

تمثل المراكز الثقافية الأجنبية في مصر جزءا لا يتجزأ من مشكلات الهوية الوطنية والعولمة، وهذا ينطبق علي ترجمة الأدباء والمفكرين والعلماء المصريين والعرب الي اللغات الأجنبية كما ينطبق علي ترجمة النصوص الأجنبية الي اللغة العربية برمتها.
وليست الترجمة مسألة نصية ـ نظرية ـ منهجية وحسب، انما توجهها خيارات سياسية محددة لا تخفي حالات متناهية الصغر يتقاطع فيها تماما الخيار السياسي المناسب، من جهة، والصرامة المنهجية في الترجمة، من جهة أخري، فالصراع يلازم العلاقات بين الداخل والخارج، وما يجري علي الاخص في العراق وأفغانستان والأراضي المحتلة خير دليل علي ذلك، حيث تتمزق الإمبراطورية الأمريكية ـ الإسرائيلية المجاوزة للقوميات بفضل الحركات الوطنية الشريفة المختلفة والتي لا تقتصر علي هذا التيار دون ذاك.
تريد الامبراطورية الأمريكية المقدسة العلمية في آن، إعادة تشكل المنطقة بالكامل، وتستند الامبراطورية الجديدة الي شعار الحرية لقاء الإرهاب، بغض النظر عن اللغة أو الانتماء القبلي أو العرقي، ومن البين أن في مثل هذه الامبراطورية التي تزعم أنها عالمية في داخلها أشكالا من الهيمنة، وما هو جدير بالتنويه إن الانقسامات الراهنة ليست اساسها اللغة بل أساسها الصراع من أجل إعادة رسم خريطة الكرة الأرضية من جديد، وأحيت الامبراطورية الأمريكية في العقد الأخير من القرن العشرين، الانقسامات الدينية الدفينة من جديد، فالامبراطورية الأمريكية المقدسة المعاصرة الجديدة، صهيونية تماما، تحكمها بعض الأقليات المسيحية والملل الإسلامية علي السواء أو الأمم ذات الهوية المستقلة غير المرتبطة بالطائفة الإسلامية أو الأمم المحمية، تقرير استقلالية هذه أسس الاستعمار الأقليات في إدارة شؤونها ومنحها استقرارا قانونيا، وهكذا الجديد لمفهومي الأغلبية والأقلية في الشرق الأوسط الأكبر بالمعني الديني الحروب الصليبية كما رآها للهوية، لذا فقد تمت ترجمة رواية أمين معلوف عن من اللغة الفرنسية الي اللغة العربية تمثيلا لا حصرا.العرب
كل هذه الأشكال من القومية الأمريكية أو من القومية الدينية في الشرق الأوسط الأكبر لها سمة مشتركة، إنها تستند إلي مفهوم موضوعي ثقافي للأمة أو قدري لقاء المفهوم الذاتي السياسي أو الإرادي للأمة كما هو الحال في فرنسا منذ الثورة.
إن الانتماء القومي قرار فردي والأمة نفسها جماعة تنهض علي الإرادة الحرة استنادا إلي عقد دائم، وبيت القصيد في المفهوم القدري للأمة أن في امكانه تزويد جميع الفئات بوسيلة ايديولوجية قوية لتكوين الهوية وللدولة الي إقامة دولة مستقلة، وقد تستند الهويات الي معايير متباينة، فمعيار لون البشرة هو الأهم في أمريكا والبرازيل، ومعيار اللغة في بلجيكا أهم منه في سويسرا ومعيار الانتماء الطائفي في أيرلندا الشمالية أهم منه في هولندا.
ويبدو أن التساؤل عما إذا كانت سمات عديدة ملازمة للهوية أم لا أقل أهمية في شأن الانقسامات بين الهويات من تقويم أصحاب لسمة واحدة، فإذا رأت جماعة اجتماعية ثقافية معينة أنها متباينة عن غيرها من الجماعات الأخري فهذه الجماعات إذن متباينة مهما يكن من أمر المعيار الموضوعي لقياس التباين، وهوية جماعة ما تنهض عندما تري هذه الجماعة نفسها علي هذا النحو، وسمة المجتمعات التعددية إن الانتماء إلي هوية ما مسألة سياسية، ومن ثم فإن المسألة السياسية الأساسية في المجتمعات التعددية تكمن في التعايش بين الهويات بغض النظر عما إذا كان اصحاب هذه الهويات جماعة عرقية أو لغوية أو دينية أو قومية أو يحددون أنفسهم علي أنهم من هذه أو تلك.
وفي منتصف عقد الستينيات من القرن العشرين نشأت مدرسة جديدة في علم ذلك التشاؤم، وأفادت من التقاليد العتيقة للفكر السياسي في الاجتماع تعارض وسط أوروبا.
واستخلصت من التجارب في التجمعات المتضادة انه قد يكون من الصعب ولكن ليس من المحال أن تؤسس أشكالا من الحكومات الديمقراطية المستقرة في مجتمع متعدد، فلم تفشل الديمقراطية في عديد من المجتمعات التعددية وانما الذي فشل هو المفهوم الدارج عن الديمقراطية باعتبارها حكم الأغلبية، مع ذلك ينظر الي التفرد الوطني علي أنه فشل في التطبيع الامبراطوري الامريكي أو الأوروبي أو الإسرائيلي لحكم الأقليات الدينية والعرقية والإثنية والطائفية، وإلي أزمة الهوية علي أنها صعوبة الوطن في تحديد نفسه.
ومن هذه الزاوية فإنه لا بد من التنويه كذلك بتأثير تصور الإيديولوجيا، وكل ذلك له تأثير في مشكلة الهوية، والهوية هي الخبرة الراهنة للذات في موقف اجتماعي معين أو في الأسلوب الذي يحدده الأفراد أنفسهم بل انهم يحددون أنفسهم ليس بالنسبة إلي ماضيهم وحسب وانما بالنسبة الي مستقبلهم أو بالأدق إلي مشروعاتهم في المستقبل، بحيث يزول مفهوم الهوية الساكنة، وهو مفهوم يوناني، فليست الهوية كيانا معطي من نتاج الماضي ولكنها إمكان أو ربما جملة إمكانات مرتبطة بعضها ببعض مثلما يشارك الإنسان في هويات متعددة.
وعلي ضوء كل ذلك لا بد من تحديث الهوية الوطنية لقاء صراع الامبراطوريات الجديدة والمتعددة، أولا: الهوية الحديثة منفتحة، ذلك أن المجتمع الحديث يدخل حياة الكبار وهو غير مكتمل، فثمة قدرة موضوعية كبيرة علي تغيير الهوية فيما بعد، بل ثمة وعي ذاتي ووعي بهذا التغيير، وهكذا تكون الحياة هجرة إلي عوالم اجتماعية متباينة وانجاز متواصل لجملة هويات ممكنة، ثانيا: إن الهوية الحديثة متعددة، ومعني ذلك أن المجتمع الحديث يستشعر عوالم اجتماعية متباينة ومتكررة من جهة كونها نسبية وليست مطلقة.
ومن هذه الزاوية فإن الهوية الحديثة منفتحة وعابرة ومتغيرة علي الدوام، وهذا من شأنه أن يفضي إلي أزمة الهوية في المجتمع الحديث من حيث هو مجتمع مركب من عوامل متعددة، وتعني هذه الأزمة أن المجتمع الذي يحيا في عوالم متعددة ومتصارعة لا يقبل المسلمات علي نحو ما يفعل الانسان الذي يحيا في عالم واحد حيث يجد نفسه وكأنه في بيته، ثالثا: ان انعكاس الهوية الحديثة يفترض أهمية خاصة للذات.
رابعا: ان الهوية الحديثة فردية.

ضد صدام الحضارات

ميسون محفوظ
نائب المدير الإقليمي للمؤسسة الثقافية السويسرية بالقاهرة

، 1993في سويسرا عام المؤسسة الثقافية السويسرية بوهلفتسيا ، أنشئت بغرض التبادل الثقافي داخل سويسرا ذاتها ودعم المجتمع السويسري الواحد، هو اسم الاتحاد السويسري هلفيتكيا بمعني من أجل برو ومن هنا جاء اسمها الفيدرالي القديم، بمعني من أجل التضامن السويسري، فسويسرا دولة ذات طبيعة خاصة يتكلم سكانها أربع لغات مختلفة بكل ما يحمل مفهوم اللغة من فكر حضاري، وبالتالي وبرغم موقف سويسرا المحايد طوال تاريخها كادت أن تواجه مشكلة واضحة بسبب الحرب العالمية الثانية بين ألمانيا وإيطاليا من جهة وفرنسا من جهة أخري حيث السكان السويسريون يتكلمون هذه اللغات الثلاث، إضافة إلي لغة محلية وهي الريتورومانية، وفي الستينيات من القرن الماضي، وبعد أن أنجزت المؤسسة كثيرا من المهام الداخلية في دعم الفن والثقافة داخل حدودها بدأت تطمح الي التبادل الثقافي مع دول الجوار مثل فرنسا وإيطاليا، فأقامت هناك مراكز ثقافية تتبع المؤسسة الأم وامتدت فيما بعد إلي دول أوروبا الشرقية في الثمانينيات.
بروهلفتسيا، مؤسسة حكومية، ولكن مستقلة، لها رؤيتها الخاصة ولها مجلس إدارة يتخذ قراراتها بعيدا عن سياسة الحكومة ولكن الدعم المالي للمؤسسة حكومي من دافعي الضرائب السويسريين، ومن هنا وبما أن عددا كبيرا من القائمين عليها هم فنانون، تحرروا من قيود السياسة والرؤي السياسية.
، عندما تولدت رغبة داخل المؤسسة في 1987وقد أنشئ مكتب القاهرة في عام تبادل ثقافي مع حضارات أخري بعيدة عن الحضارات الغربية، وكانت مصر أول الدول المرشحة لكونها تمثل مركز الثقل الحضاري للمنطقة العربية والإسلامية، وهذه نبذة تاريخية عن نشأة المؤسسة حيث أنها تدخل ـ من وجهة نظري ـ في صلب الإجابة عن سؤال الجريدة.
تعمل المؤسسة في مجالات الفن التشكيلي والموسيقي والفيلم والأدب، وفي كل هذه المجالات تدعم فنانين مصريين أو عربا، حيث أن مكتب القاهرة هو مكتب إقليمي، بالاشتراك مع فنانين سويسريين، أي يجب أن تكون هناك صلة واضحة بسويسرا والغرض من ذلك هو استفادة الطرفين من ثقافات مختلفة تتيح لهما استلهام أفكار وتقنيات جديدة كما يؤدي هذا التقابل إلي نوع من التفاهم بين الناس في الثقافتين باعتبار أن الفن هو تجاوز لكل الحدود والخلافات السياسية.
وبالنسبة للأعمال التي يتم ترجمتها فإن المكتب الإقليمي في مصر لا يقترح الترجمات من العربية إلي الألمانية أو الفرنسية، فهذا تقوم به المؤسسة في مركزها الرئيسي بسويسرا، والجدير بالذكر أن أكثر من ثمانين بالمئة من الأدب العربي المترجم الي الألمانية قد تم بدعم من مركز المؤسسة الرئيسي في زيورخ، ولا بد من الإضافة ايضا أن اختيار الكتب للترجمة يخضع لدور النشر في سويسرا والتي تضع معاييرها الخاصة.
الذي تدعمه فنان مقيم وعن معيار سفر الفنانين أو الكتاب، فهناك برنامج بروهلفتسيا ويشمل إقامة فنان مصري في مجالي الفن التشكيلي والموسيقي في المقام الأول في سويسرا لمدة شهرين الي ثلاثة أشهر، حيث يقدم الفنان توثيقا لأعماله الي المؤسسة بالقاهرة علي هيئة اسطوانات مدمجة ويتم الاختيار علي أساس معايير الجودة والشخصية المميزة للعمل الفني ثم ترسل هذه الأعمال إلي الجهة المختصة في المركز الرئيسي للمؤسسة في زيوريخ حيث يتم الاختيار النهائي، ويشترط أن يتكلم الفنان لغة أجنبية ما، الانكليزية أو الفرنسية أو الألمانية، كي يتمكن من التواصل، أما بالنسبة للكتاب، فلم يطبق هذا البرنامج بعد، ولكن عندما يسافر كاتب في إطار قراءات، فلا بد أن يكون ذلك في إطار مشروع مشترك، وأشير أيضا الي اننا بدأنا التعامل مع بيت لاستضافة الادباء يدعم إقامة الكتاب في سويسرا، ولكن المشروع ما زال في مرحلة الاستكشاف.
ويؤمن المركز والقائمون عليه من الجهتين أن التواصل الحضاري يمثل الحل الوحيد للوقوف ضد ما يروج لفكرة صدام الحضارات، فالأسباب السياسية الكامنة وراء تلك النظرية لا يمكن دحرها إلا بالفهم المتبادل وقبول اختلاف الآخر دون الضرورة لمحاربته، فإذا كان التواصل لن يتحقق علي المستوي السياسي لوجود اختلافات سياسية واقتصادية، فإنه قابل للتحقيق علي مستوي الفن والثقافة الأمر الذي يمكنه بالتالي علي المدي البعيد أن يؤثر في السياسة.

مراكز اللجوء الثقافي

محمد آدم
شاعر مصري

فبدلاتشهيلات ثقافية واسعة تحولت المراكز الثقافية في العالم العربي إلي حركة من أن تكون هذه المراكز بمثابة نقاط استطلاع متقدمة أو رأس جسر يربط ما بين ثقافة وثقافة وتبحث عن الجديد والمتميز في هذه الثقافة أو تلك لكي تنقلها الي ثقافتها أو حتي تنوه عنها، أصبحت هذه المراكز بؤر لجوء ثقافي علي غرار اللجوء السياسي، فاصبح أي شخص يعرض نفسه عليها باعتباره مضطهدا ثقافيا وسياسيا، وأن هذه الدولة أو تلك تضطهده لديانته أو كتابته حسب ادعائه باعتباره خارجا عن المألوف فتقوم تلك المراكز بتبنيه كأطفال الملاجئ واللقطاء وربما تقوم بترجمة بعض أعماله والترويج له، بل الأمر الأكثر سخرية أن أولئك الكتاب يقدمون أنفسهم إلي هذه المراكز باعتبارهم يقدمون تشريحا سياسيا منفيون وثقافيا لأوطانهم حسب شرائط الآخر ومواصفاته، وأنهم أقصد أولئك ويقدمون أوراق اعتمادهم لدي الآخر باعتبارهداخل أوطانهم مطاردون ومهمشون الثقافة الاكثر تميزا والاكثر عالمية أي انهم يقدمون نتاجهم من موقع الاحساس العميق بالدونية والتخلف وأنهم من أجل أن يكتسبوا صكوك العالمية لا بد وأن يكون ذلك بالتمرير من خلال هذه المراكز وعبرها للثقافة الغربية ونسي هؤلاء الصغار أن الثقافة أي ثقافة ومهما تكن درجة عالميتها ما هي إلا نتاج محلي بحت يأخذ صبغة الابداع الانساني، فلم يقدم نجيب محفوظ نفسه علي سبيل المثال لأي مركز من هذه المراكز أو تحت أي دعوي من هذه الدعاوي وأحرز نوبل وهو جالس علي مقهي متواضع من مقاهي القاهرة المنتشرة، كانت كتابته العميقة والأصيلة والانسانية هي التي أهلته لهذه الجائزة المرموقة، هكذا يفعل الكتاب الكبار دائما، لا يهتمون سوي بإنتاجهم، بقي أمر أخير وهو أن سقوط المشروع السياسي والاجتماعي في الدول العربية خصوصا أدي الي هذا السقوط الثقافي المروع.

بلاد ينتظرها المشتاقون

عبدالحكيم حيدر
قاص وروائي مصري

استطيع القول ـ عن تجربة شاهدتها وسمعتها ـ أن المراكز الثقافية تدار بسماسرة من الداخل سواء كانوا مصريين أم عربا، حتي أصحاب النوايا الحسنة من القائمين علي هذه المركز، وهم الأجانب يتحولون الي جزء من طبيعة مناخنا الفاسد، بعد أن يخالطوه.
وفي الاغلب لا يعتني مثل هؤلاء الموظفين بالقيمة الإبداعية، وثمة رغبة في البحث عن وجاهة عبر بعض الجلسات، أو تمهيد الطريق لاختراق الحياة الادبية وتمهيدها، سواء كان ذلك بالنفاق أو السمسرة أو سوء الفهم وعدم تقدير التجارب الإبداعية والأمثلة عديدة سواء مع الألمان أو السويسريين أو حتي الفرنسيين، أما الأمريكان فحدث ولا حرج، وتلك عادة تكون مواسم لمحاولة اعطاء هبات لشعوب العالم الثالث الذي أنا منه، وللشعوب العربية المغلوبة علي أمرها، وما يحدث لا يعدو كونه أخذ عينات من دمنا لأنابيب اختبار الغرب لوضعها في معامل التحاليل ومن يظن غير ذلك سواء ما يتعلق بالقيمة الأدبية أو الإبداعية فهو واهم تماما وهذا أمر لا يخصني ولا يهمني وأراه كمن يحاول أن يلقي بأكياس دقيق في البحر، فحاول أن يضع حسنته في صورة كتاب مترجم لشعوب مغلوبة علي أمرها مثلنا.
أما ما ترجم لي فلا أعرف كيف تم ولا أعرف من قام به ولماذا ولم أهتم بأن أعرف ولا أحب أن يحدث لي مرة أخري، وإن كان في الأمر كله من فائدة فأعتقد أنها ستتحصل في النهاية في تذكرة طيران والركوب في طائرة ورؤية خضرة وشجر تلك البلاد البعيدة التي ينتظرها المشتاقون.

المورد الثقافي

المورد :تقول بسمة الحسيني مديرة مؤسسة
بمبادرة من مجموعة أفراد 2004في بداية عام المورد الثقافي نشأت مؤسسة يعملون بالشأن الثقافي خارج الإطارين الرسمي والتجاري ومن بلاد عربية مختلفة، كان لدينا قناعة بأن هناك فائدة من تأسيس كيان غير حكومي يعمل علي نطاق اقليمي، يربط بين المجموعات الثقافية المستقلة في البلدان العربية التي تواجه تحديات ومشاكل متشابهة: السيطرة البيروقراطية، ضعف أو غياب البنية التحتية للعمل الثقافي، نقص المعلومات والمعارف، الرقابة الرسمية وغير الرسمية، ورأينا أن نعطي أولوية في عملنا لدعم الجيل القادم من الفنانين والأدباء باعتبار أن هذا الجيل مهدد بالتسرب من العمل الثقافي الي أعمال أخري إذا لم تتوفر أمامه فرصة تحقيق مشروعاته ولو في حدها الأدني، لقد حدث هذا التسرب بالفعل في جيلين من أجيال المبدعين العرب مما أدي الي ما نراه اليوم من ضعف في الانتاج الثقافي كماً وكيفا، نحن نريد أن نكون مؤسسة فاعلة تستجيب بمرونة لاحتياجات الفنانين والأدباء العرب، علي الأخص الشبان منهم، وأن تكون لدينا دائما الرغبة في والقدرة علي مراجعة أهدافنا وبرامجنا استجابة لهذه الاحتياجات.
منذ التأسيس واجهتنا بالطبع عقبات متعددة، منها العلاقة المعقدة مع المؤسسات الرسمية، وتوفر التمويل الذي نحتاجه لتنفيذ برامجنا وصعوبة التواصل مع الإعلام، وقد تكون أكثرها إحباطا هي قلة المشروعات الإبداعية الجديدة ويأس العاملين بالثقافة، لقد أدت سنوات التدهور الثقافي الي شيوع الإحساس بعدم الجدوي والاحباط بين المبدعين وهذه هي أصعب عقبة تواجه عملنا.
أما العلاقة مع المؤسسات الرسمية فهي علاقة صعبة ومرهقة، ولا تتوقف علي كيف نراها بل كيف تراها المؤسسات الرسمية، صاحبة اليد الطولي في مجتمعاتنا والتي تمنح وتمنع تأشيرات الدخول وأماكن العرض وبرامج التليفزيون، الخ.
وما يزيد الامور صعوبة هو هويتنا كمؤسسة إقليمية ليست تابعة لبلد عربي بعينه، إذ علينا أن نتفاوض بشكل مختلف مع السلطات في كل بلد ننظم فيه ورشة عمل أو لقاء، وهناك مؤسسات رسمية تقدر عملنا وتعاوننا، وأخري تتعامل معنا ـ ومع غيرنا ـ بمنطق بوليسي وبنية المنع فقط، وجهة نظرنا أن الأصل في النشاط الثقافي هو انه مستقل عن الجهاز الحكومي وعن الأحزاب السياسية، وهو يقدم مساحة حرة ومفتوحة يمكن فيها استكشاف ومناقشة آراء وخيالات قد لا يكون سهلا طرحها خارج هذه المساحة بهذه الصفة يقدم النشاط الثقافي للمجتمع خدمة كبيرة وفرصة لتجديد ومراجعة أفكاره وقيمه وطرح امكانيات التغيير والتطوير، لا يمكن من هذا المنظور ان يلحق النشاط الثقافي بالسلطة السياسية التي لديها أجندة مغلقة والتي تسعي لاستمرار الحال، ولكن يجب علي السلطة السياسية أن تهيئ لهذا النشاط ظروفا ايجابية ـ تمويلية وتشريعية ـ لأن هذا في صالح المجتمع بشكل عام.
الحال الشائع أن النشاط الأهلي العربي، في مجال الثقافة وغيرها من المجالات، محروم من الموارد العامة للمجتمع التي تسيطر عليها المؤسسات الرسمية، وبالتالي لا يجد موردا لتمويل نشاطه إلا من المؤسسات المانحة الدولية، أو المؤسسات العربية القليلة التي تعمل انطلاقا من منطقة الخليج، أو الشركات التجارية أو الأفراد القلائل من أصحاب الثروات الذين لديهم إحساس عال بالمسؤولية الاجتماعية، ولكن مصدر من هذه المصادر مشاكله وحدوده، ينطبق هذا علي الجهات الممولة الغربية كما ينطبق علي الجهات الممولة العربية، من السذاجة التصور أن الجهات الممولة العربية، ليست لديها أجندة سياسية، أو أن وطنية ، يجب إذن النظر بدقة وبالتفصيل الي دوافع أية جهة تقدم هذه الأجندة التمويل، وينبغي النظر إلي كل حالة علي حدة دون تعميم ولا إطلاق المديح أو الهجاء، ليس مستحيلا أو صعبا معرفة دوافع الجهات الممولة، فكلها أو معظمها لديها أهداف معلنة ومنشورة، ولديها رصيد وتاريخ يمكن مراجعته، هناك فروق أساسية بين جهات التمويل، عربية وغربية، ينبغي ملاحظتها، مثلا هناك فرق بين جهات التمويل الخاصة التي تأتي أموالها من فرد أو أفراد ولها رسالة مستقلة مثل مؤسسات دوريس ديوك وفورد وكارنيجي ودون أو العويس والبابطين والحريري، والجهات المرتبطة بحكومة بعينها مثل هيئة المعونة الامريكية والجهات التي تعمل وفق تكتل سياسي حكومي مثل الاتحاد الأوروبي، والتي تقدم التمويل في إطار سياستها الخارجية. نحن دائما نتحاور مع جهات التمويل ونسأل عن دوافعها، وأفضل مدخل هو أن تكون لدينا مشروعاتنا وأولوياتنا السابقة علي أي تمويل، والتي تأتي من تقديرنا للحاجات الفعلية في الواقع، وأن تطرح هذه المشروعات علي جهات التمويل، العكس يؤدي الي نوع من التبعية: أن نتلقي التمويل لتنفيذ مشروعات تحددها جهات التمويل، وهذا يحدث في هذه الأيام كثيرا مع الاتحاد الأوروبي الذي يحدد بشكل تفصيلي المشروعات التي يمولها ولا يترك لمتلقي هذا التمويل الكثير من الحرية، نحن حريصون علي استقلالنا ونترجم هذا إلي حوار معمق مع ممولينا ولا نقبل تلقي تمويل مشروط بتنفيذ مشروع لا نقوم نحن بتحديده في المقام الأول، ايضا لا نقبل تمويلا يصب في الترويج للسياسة الخارجية أو الداخلية لحكومة ما، معظم مشاكل تلقي التمويل من مؤسسات دولية تأتي من تغليب الافكار النظرية النابعة من بيئات اجتماعية وسياسية غربية علي الاحتياجات الواقعية لمجتمعاتنا، المثال الشائع هو موضوع عمالة الأطفال: أنفقت جهات مانحة الكثير من الأموال علي دراسات لادخال تشريعات تحرم عمالة الاطفال وبرامج تهدف إلي توجيه الاطفال الفقراء الي التعليم واللعب، وهو أمر جيد طبعا ولكنه لا يأخذ في الاعتبار اعتماد الأسر الفقيرة علي عمالة أطفالها وزيادة الفقر نتيجة لتحريم هذه العمالة، وهناك عيوب مثل تغليب المصلحة الأوروبية مثلا أخري تظهر لدي جهات التمويل الحكومية السياسية المباشرة للدولة المانحة، والتعقيد البيروقراطي، وفي بعض الأحيان الفساد المقنع، مثلا هناك وكالات معونة أوروبية تحصل علي مبالغ طائلة من حكوماتها لانفاقها علي دعم المنظمات الأهلية العربية ولكن معظم هذه الأموال علي الإشراف ينفق علي الوكالات نفسها وعلي منظمات أوروبية وسيطة تتولي عمل المنظمات العربية.
كثير من هذه المشاكل يمكن حله عبر حوار مفتوح ومعمق بين طالبي التمويل من ناحية، وبينهم وبين المؤسسات المانحة من ناحية أخري، إذ يساعد الحوار في تشكيل ملامح أجندة وطنية للعمل تستجيب لاحتياجات المجتمع، والتأثير في لأن الاتفاق علي أجندة للتوحيد أجندة المؤسسات الدولية، وهذه ليست دعوة وطنية يعني ايضا التنوع والاختلاف، مثل هذا الحوار قد يحدث تغيرا كبيرا في العلاقة مع جهات التمويل.
2